قالت لجنة مستقلة رفيعة المستوى حول مجموعة المصرف الأفريقي للتنمية فى تقرير نشر أمس الثلاثاء فى تونس إنه نظرا للتحديات الضخمة للتنمية التى تواجه أفريقيا فإن القارة تحتاج أكثر من أي إقليم آخر إلي مصرف قاري يلعب الدور الرئيسي في .التنمية فى أفريقيا
وقال التقرير الذى حمل عنوان “الإستثمار فى مستقبل أفريقيا:المصرف الأفريقي للتنمية فى القرن الواحد والعشرين”إنه بينما يبقي تخفيض الفقر وتعزيز النمو والإندماج الإقتصادي هي الأهداف الرئيسية للمصرف إلا أنه يجب عليه العمل لتعزيز الإندماج وخاصة تنفيذ إستثمارات إقليمية حيث يكون عائدها أكثر من الإستثمارات التى تقوم بها الدول منفردة والتى قد .تواجه إستثماراتها مشاكل تتمثل في عدم التمويل
وذكر التقرير الذى أصدره المصرف والذى تلقت وكالة بانا للصحافة فى أكرا نسخة منه أمس الثلاثاء أنه يجب علي المصرف الأفريقي للتنمية فى القرن الواحد والعشرين بأن يعمل على تحقيق عدد من المنافع العامة فى الأقاليم وخاصة تقديم المعرفة والخبرات والخدمات الإستشارية لإحداث تحول فى الإقتصاديات والتعريف بأفضل الممارسات وبأن يكون المصرف هو الصوت الأفريقي فى .مؤسسات التنمية الدولية
وذكر التقرير أنه يجب علي المصرف أيضا أن يعمل بفعالة لتنمية رأس المال فى جميع الدول الأفريقية .بشروط مقبولة ومعقولة
وشكل رئيس المصرف الأفريقي للتنمية دونالد كابيروكا اللجنة المستقلة رفيعة المستوى حول مجموعة المصرف و تتكون من 13 عضوا ويرأسها الرئيس الموزمبيقي السابق جواكيم سيشانو بالإشتراك مع رئيس الوزراء الكندي السابق بول مارتن و تضم فى عضويتها .الفائز بجائزة نوبل فى الإقتصاد جوزيف ستغليتز
وستقدم اللجنة التى تعتبر هيئة إستشارية التوصيات حول الرؤية الإستراتيجية للمصرف وإستراتيجيات العمل .المطلوبة فى المدى القصير والطويل
وحدد التقرير أربعة أولويات للمصرف وهي الإستثمار فى البني التحتية وبناء قدرات الدول وتعزيز القطاع .الخاص وتعزيز القطاع العام
وقال التقرير فيما يتعلق بالإستثمارات فى البني التحتية إن أفريقيا لن تصبح منافسة و قادرة على إستغلال إمكانياتها الإنتاجية بدون إجراء تحسينات ضخمة في البني التحتية والتى تقدر إحتياجاتها ما بين 20 .إلي 30 بليون دولار أمريكي سنويا
وأضاف التقرير أن “تحسين البني التحتية يعتبر .شرطا مسبقا لتمكين القطاع الخاص وتنميته”0
وأشار التقرير إلي أن المصرف لديه منذ وقت سابق خبرات جيدة فى البني التحتية مضيفا أن أداءه بصفة عامة كان جيدا فى تنفيذ تكليف الإتحاد الأفريقي له بتنفيذ مكون البني التحتية فى خطة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا(نيباد) بالإضافة إلي قيادته لمبادرات .المانحين المتعددين فى مجال البني التحتية
وأكدالتقرير أن “اللجنة تعتقد أنه يجب علي المصرف أن يكون أكثر تدخلا وتولي لدور القيادة فى تحديد الإحتياجات والأولويات ووضع الإستراتيجيات وخطط العمل وتنسيقها وإدارة تنفيذها”.0 وتابعت اللجنة أنه “يجب على المصرف أن يساعد أفريقيا فى تشييد البني التحتية لتخفيف تأثيرات تغيرات المناخ والتكيف معها عبر إستخدام الطاقات النظيفة (الطاقة المائية والرياح) وتنفيذ مشاريع .الري
وأكد التقرير أنه يجب أن يقوم المصرف بتوفير معظم الموارد المالية المطلوبة لتنمية البني التحتية .فى الدول الأفريقية
وقال التقرير فيما يتعلق ببناء قدرات الدول إن وجود مؤسسات فعالة ومسؤولة هي شرط حيوى لتحقيق النمو الإقتصادي والتقدم الإجتماعي موضحا أن بناء قدرات الدول يجب أن يكون محور عمل المصرف وخاصة في الدول .الخارجة عن الصراعات
وأضاف التقرير أنه “يجب على المصرف أن يتبني الدور الريادى فى قضايا الإدارة والقيام بتدخلات فى مجالات أخرى. كما أنه يجب أن تكون شروط المساعدات التى يقدمها أكثر مرونة وتأتي إلى الدول بسرعة ويتم .تنسيقها مع الفاعلين الآخرين فى مجال المساعدات”0
وتابع التقرير أنه يجب أن توجه الموارد المالية .الإضافية والموارد البشرية وفقا للأولويات فى الدول
وأكد التقرير أن القطاع الخاص سيكون المحرك لتحقيق النمو فى أفريقيا مشيرا إلي أنه يجب على المصرف أن يساعد القطاع الخاص عبر خلق البيئة .المناسبة وتسهيل الإستثمارات وإنشاء شركات الأعمال
وذكر التقرير أنه يحب علي المصرف تقديم القروض للقطاع الخاص لتمكينه من تنفيذ الإستثمارات فى المشاريع العامة ومساعدة الحكومات فى إجراء إصلاحات فى القوانين والأطر التنظيمية لتعزيز الإدارة وعمليات .المحاسبة”0
وأضاف التقرير أنه “يجب على المصرف أن يستفيد من إمكانياته وهياكله الموحدة فى وضع الإستراتيجيات القطرية والإقليمية التى تشمل القطاعين الخاص والعام وتعزيز التعاون بينهما”مشيرا إلي أن “عمليات المصرف للإستثمارات المباشرة فى القطاع الخاص قد تضاعفت .العام الماضي بثلاث مرات ويجب أن تنمو بصورة أكثر”0
ودعت اللجنة الإستشارية فيما يتعلق بتعزيز القطاع الخاص المصرف إلى مساعدة أفريقيا فى بناء المهارات المطلوبة لتصبح منافسة مشيرة إلي أنه بحلول عام 2030 .فإن نصف سكان أفريقيا سيكونون تحت سن 25 عاما
وأضافت اللجنة فى تقريرها أن “سكان القارة سينتقلون إلي المراكز الحضرية فى المستقبل ولذلك فإن النمو الإقتصادي هو الشيئ الوحيد الذى يوفر للأفارقة فرص التوظيف والعمل وللإستفادة من هذه الفرص يحتاج الأفارقة للمهارات الصحيحة”.0 وقال التقرير إنه نظرا للتحسن الكبير فى تدخل المانحين فى التعليم الإبتدائي والأساسي فإنه يجب على المصرف أن يركز على التدريب المهني والتعليم العالي .والعلوم والتكنولوجيا
وأضاف التقرير أن المصرف يجب أن يركز على تشييد مراكز التفوق وتوفير البني التحتية الضرورية للتعليم وتنمية الشراكات مع القطاع الخاص لتعزيز إستخدام .المهارات المحلية