تونس-افريكان مانجر
مازالت السفارات و المواقع القنصلية التونسية دون سفراء و قناصل على غرار فرنسا والسعودية وسلطنة عمان ومؤخرا قرار نقلة مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة قيس قبطني إلى مركز دبلوماسي آخر.
ومثلت هذه الشغورات محل جدل واسع وانتقاد من قبل الدبلوماسيين التونسيين والمراقبين للسياسة الخارجية التونسية، حيث اعتبر الدبلوماسي السابق ووزير الشؤون الخارجية الأسبق أحمد ونيس، في تصريح لافريكان مانجر، ان تونس تأخرت كثيرا في تسديد شغورات مناصب ديبلوماسية هامة خاصة منها فرنسا و الرياض.
وأشار ونيس، الى ان هذه الشغورات التي طالت لفترة طويلة غير مبررة مشددا على أن التساهل و التأخر في سدها أمر خطير و فيه ضرب لمصداقية الدولة وتشكيك في النخبة التونسية.
ولفت محدثنا الى انه لم يكن من الضروري إفراغ هذه المناصب وخلق شغور فيها.
وتابع، هناك ضربات تستهدف وزارة الخارجية التونسية من قبل رئاسة الجمهورية، مستنكرا في ذات السياق، ما فعله قيس سعيد منذ توليه الرئاسة مع العديد من الوزراء على غرار خميس الجهيناوي و نور الدين الري و غيرهم.
وقال ونيس، “انه كان بإمكان رئيس الجمهورية القيام بتغييرات في وزارة الخارجية و في المناصب الديبلوماسية دون إهانة الشخصيات التي كانت على راسها”، وفق تعبيره.
وشدد المتحدث على ان ما فعله رئيس الدولة من ضرب و عزل لا يليق بتونس و بسياستها الخارجية وهو أمر غير مقبول وفيه سعي لاهانة الديبلوماسية التونسية بصفة متكررة و ظالمة و خارجة عن التقاليد التونسية فضلا عن الحط من مكانة الدولة و هيبتها.
وأكد ونيس، ان هذه المسألة تكررت مع مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة قيس قبطني الذي تم الإعلان عن إقالته امس الأربعاء موضحا انه كان بالإمكان تركه يواصل عمله الى حين تعيين شخصية أخرى دون اهانته، وفق تعبيره.
ويذكر، ان سفير تونس في الأمم المتّحدة قيس قبطني، أعلن أنّه قرّر تقديم استقالته من السلك الدبلوماسي بعد قرار السلطات التونسية “إعفاءه” من منصبه الذي لم يشغله سوى لخمسة أشهر.
وقال قبطني في تصريح لوكالة فرانس برس امس الأربعاء 9 سبتمبر 2020 “قرّرت الاستقالة من السلك الدبلوماسي التونسي، إنها مسألة شرف ومبدأ”، مشيراً إلى أنّه لم يعلم بقرار وزارة الخارجية إعفاءه من مهامه واستدعاءه إلى تونس إلا الثلاثاء ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبها وزارة الشؤوون الخارجية، في بلاغ لها اليوم، اكدت ان قرار نقلة مندوب تونس الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة إلى مركز دبلوماسي آخر، تم إتخاذه في إطار الحركة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية وفي إطار سلسلة من النقل الروتينية لبعض السفراء كإجراء يندرج ضمن السير العادي للمسارات المهنية وفي ضوء رؤية وتوجهات تتماشى مع مصالح الدولة ومتطلبات العمل الدبلوماسي والتعاطي مع التحديات التي تواجهها بلادنا.
ويشار الى ان منصب سفير تونس في السعودية بقي شاغراً منذ شهر سبتمبرالماضي، بعد أن تقرر إنهاء تكليف الوزير المفوض لطفي بن قايد، من مهمة “سفير فوق العادة ومفوّض للجمهورية التونسية بالرياض”، ومنذ ذلك التاريخ يتولى القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة التونسية هشام الأجواد، تسيير أعمالها وتمثيل الدولة التونسية بها.
ومازال منصب سفير تونس بفرنسا شاغرا منذ ان قرار إعفاء سفير تونس، عبد العزيز الرصاع في ديسمبر الماضي بسبب شبهة فساد تلاها فتح تحقيق معمّق بقرار رئاسي، لتظلّ السفارة بلا سفير.
كما تم بعد ذلك اعفاء علي الشعلالي من مهام القنصل العام لتونس.