هاجم حمادي الجبالي رئيس الحكومة خلال الحوار التلفزي في سهرة الجمعة 3شخصيات دون أن يسمّهم : هاجم الأطراف التي تعتبر 23 أكتوبر موعدا لانتهاء شرعية الحكومة الموقتة والمجلس الوطني التأسيسي ، ناعتا هذه التصريحات بسياسة الفزاعات وأكّد أن هذا موقف خطير جدا وأن القول بأن شرعية المؤسسات التي تسيّر البلاد تنتهي يوم 23 أكتوبر هو اجتهاد لا يصب في مصلحة تونس واستقرارها و كلام يسعى الى نسف ما أنجز بعد الثورة . وأضاف : الأخطر هو أن الأمر صادر عن شخصيات محنكة في العمل السياسي كان أجدر بها حسب تعبيره أن تتسلح بالحكمة .وهو بذلك يقصد الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس .
ومن جهة أخرى قال الجبالي إن هناك تهجما على وزارة الداخلية والمؤسسة العسكرية حتى من داخل السلطة وذكّر بأن هاتين المؤسستين ساهمتا في تجنيب الدولة الانهيار بعد ثورة 14 جانفي 2011. وهو بذلك يقصد عدنان منصر الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية الذي انتقد عجز مؤسستي الجيش والداخلية عن صد المحتجين في أحداث السفارة الأميركية عندما صرّح للمجلة أميركية “تايم” بتاريخ 18 سبتمبر 2012أنه لولا تدخل الأمن الرئاسي في هذه الواقعة يوم 14 سبتمبر لحدثت كارثة كبرى في تونس.
وشدد الجبالي في هذه السياق على مطالبته جميع الأطراف في الحكومة والمعارضة على تجنيب مؤسستي الجيش والداخلية التجاذبات السياسية باعتبارهما مؤسستين جمهوريتين، واضعا بذلك حدا للسجال الذي دار بين مؤسسة الرئاسة عبر الناطق الرسمي باسمها من خلال تصريحه للمجلة الأمريكية والرد الذي قامت به وزارة الدفاع من خلال بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وات” يوم الثلاثاء25 سبتمبر2012 على اتهامات الرئاسة التونسية لها بالتقصير في دفاعها عن السفارة الأميركية في أحداث 14 سبتمبر الحالي .
واعتبرت وزارة الدفاع في بيانها هذه الاتهامات مؤشرا على “عدم دراية” مؤسسة الرئاسة بمهام الجيش في حالة الطوارئ، و كشفت الوزارة أنها تلقت طلبا بالتعزيزات من طرف وزارة الداخلية عشية أحداث السفارة الأميركية بوضع عنصر عسكري لتأمين الباب الرئيسي للسفارة الأمريكية “وتم ذلك بالحجم المطلوب” على حد تقديرها.
وبيّنت وزارة الدفاع الوطني أنها قامت بمعاضدة وزارة الداخلية بتشكيلات عسكرية لتأمين محيط السفارة الأمريكية عند تصاعد أحداث العنف والشغب التي أدت إلى نهب وحرق المدرسة الأمريكية، مؤكدة أنها “أدت المهمة ولم تسجل بعد ذلك أية تجاوزات”.
وأكدت وزارة الدفاع الوطني أن دور القوات المسلحة أثناء حالة الطوارئ “هو دور ثانوي وتكميلي لقوات الأمن الداخلي ومعاضد لها في حفظ النظام واستتباب الأمن وحماية المنشآت الحيوية للبلاد و التصدي لأعمال الشغب والمظاهرات والاحتجاجات ” وذلك استنادا إلى الأمر عدد 50 لسنة 1978 المنظم لحالة الطوارئ وإلى الأمر عدد 735 لسنة 1979 المتعلق بتنظيم وزارة الدفاع الوطني.
ويشار إلى أن رئيس الجمهورية منصف المرزوقي يشغل خطة القائد الأعلى للقوات المسلحة.
الهجوم الثالث جاء شفافا ولا يكاد يرى حين استعرض استفزازات الغرب للمسلمين وهو ما قال انه يؤثّر على مشاعر التونسيين . وأكّد انه خاطب سفراء البلدان المعنية ووضعهم أمام مسؤولياتهم بتحمّل تبعات ما ينشر ويبث لديهم . وأشار الى أنه لا يريد أن يدخل في الحديث عن مؤامرة غربية ضد الاسلام والمسلمين . وهو الخطاب الذي فاجأ به عبد اللطيف المكي وزير الصحة في سهرة الجمعة 14سبتمبر 2012 حين توسّع في الحديث عن مؤامرة يديرها الغرب ضد الاسلام والمسلمين منذ عقود مبررا مناخ العداء للولايات المتحدة الأمريكية في قضية الحال .
والجبالي بذلك يتباين في معالجة المشكل مع عبداللطيف المكي و دعاة المؤامرة الغربية على المسلمين والعرب وتونس .