قامت الجماهيرية الليبية بابتياع صفقة لوح من بلد اسكندينافي خلال السنوات الماضية واعتبارا أن جهة جرجيس تعدّ منطقة للتجارة الحرّة فان الباخرة التي قامت بحمولة هذه البضاعة قد أرست بالميناء التجاري بجرجيس وحسب مصادر مطّلعة فإن الصفقة قد تعطّلت في ذاك الوقت بسبب اختلاف الطرفين لعدم ملاءمة نوعية «اللوح» المستوردة مع الاتفاقية التي تمّ توقيعها. وأثناء المفاوضات التي طالت مدّتها (أكثر من سنة) أفرزت كمية اللوح المستوردة ـ التي نخرها السوس-نوعية من الفئران الضخمة التي اجتاحت جهة جرجيس ووصلت على بعد 11 كلم من الميناء التجاري. هذه ا لجرذان «المسمّمة» قامت حسب متساكني جرجيس ب إحداث أثار تخريبية واضحة وصلت إلى أكل منتوجات صغار الفلاحين (الدجاج وال خرفان الصغير ة …). هذه الجرذان التي نمت بصفة مطردة تحمل اللونين الابيض والأسود وهي من فصيلة فأر القنوات. السيد مختار الدخلي رئيس بلدية جرجيس بيّن لدى اتصالنا به أن هذه الفئران تمّ حصرها في منطقة محددّة وقد خصّص المجلس البلدي شركة للمداواة تكلّفهم خسارة سنويا بـ28 ألف دينار. وإثر التشكيات المتواصلة للمواطنين خاصة خلال صائفة 2006، أفاد مصدرنا أنه تم استدعاء خبراء من معهد باستور لوضع أدوية أكثر تلاؤما لأنّ أدوية الفئران العادية لم تجْدِ نفعا. رئيس البلدية يرى أن منظومة الفئران قد كبرت وأصبحت خطيرة والقضاء عليها يتطلب تظافر كل الجهود . وممّا يذكر أن اتصالات تونس قد قامت الأسبوع الفارط بمساعدة البلدية بـ 200كغ من الأدوية وهي أدوية تحت إشراف السلطات المختصة على عكس ما تراه أطراف أخرى أنه سيتم استعمال أدوية محرّمة للقضاء على هذه الآفة. موقعنا قام بالاتصال ببعض الخبراء المختصين الذين يرون أن هذه النتيجة هي الجانب السلبي من المنطقة الحرّة ولسائل أن يسأل من المسؤول عن التلوث البيولوجي الطارئ؟ ولماذا لم تتدخّل الجهات المختصّة في الوقت المناسب للقضاء على هذه الظاهرة منذ اندلاعها؟