اعرب السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت في كلمة توجه بها مساء اليوم الاربعاء الى الشعب التونسي عبر التلفزة الوطنية عن اعتزازه بالثورة التونسية ثورة الكرامة والحرية مؤكدا ان نتائجها الملموسة بدات تظهر في المجال السياسي في اتجاه تحقيق طموحات الشعب وهو ما يستوجب من الجميع حماية هذه الثورة ودعمها رغم دقة المرحلة التاريخية التي تعيشها البلاد .
وثمن الجهود التي تبذلها قوات الجيش والحرس الوطني وكذلك المواطنين لتحقيق الامن والاستقرار مشيرا الى انه رغم التحسن المسجل الا ان بعض المناطق ما زالت تعاني من صعوبات وهو ما يستدعي تضافر جهود الجميع في كنف الوطنية من اجل تحقيق الاستقرار وضمان سلامة البلاد والمواطنين وممتلكاتهم .
ولاحظ ان التحرك الاجتماعي في اغلب القطاعات الذى رافقته مطالب بمعالجة الاوضاع في نفس الوقت يعد امرا مفهوما لانه افراز لتراكمات تعود الى 23 سنة داعيا المواطنين الى تفهم الوضع الذى تمر به البلاد والتحلي بالصبر وعدم التوقف عن العمل مع مواصلة المطالبة بالاصلاحات بطريقة حضارية وعقلانية ومنظمة تحفظ حقوقهم وتحافظ على المؤسسات.
واضاف ان التونسي اثبت انه يتحلى بالمسؤولية والحس الحضارى خاصة ان المفاوضات الاجتماعية ستمثل افضل اطار للتشاور حول السبل الكفيلة بتحسين اوضاع كل الفئات في كل القطاعات .
واكد السيد فؤاد المبزع حرصه على تحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي المطلوب في اسرع الاجال وفي افضل الظروف وفاء لارواح الشهداء وتجاوبا مع الارادة الشعبية مع العمل على تشريك كل الاطراف في رسم الاصلاحات المرتقبة .
واوضح انه في هذا الاطار تم تكوين الحكومة المؤقتة التي تحظى بمساندة واسعة وتتقدم بخطوات ثابتة رغم ما تواجهه من صعوبات مبينا ان اللجان الثلاث تحرص من جهتها على ضمان وتوسيع مشاركة كل الحساسيات حتى تعكس الارادة الجماعية.
وافاد ان المصادقة على القانون المتعلق بالتفويض للرئيس المؤقت اتخاذ مراسيم طبقا للفصل 28 من الدستور ستسمح خلال فترة الرئاسة المؤقتة باقرار مبادرات هامة تمكن من الاستجابة لرغبات الشعب وعدم انتظار الاجراءات التشريعية المعمول بها عادة لا سيما تلك المتصلة بالعفو التشريعي العام وتشغيل الشباب وتهيئة الارضية السياسية للانتقال الى طور جديد على درب تجسيم طموحات الشعب.
واكد السيد فؤاد المبزع ان هذا التفويض هو بمثابة الامانة التي سيحرص على صونها مشيرا الى ان كل مرسوم سيتم اقراره في كنف التشاور الشامل والتوافق مع الارادة الشعبية مبينا ان الحكومة المؤقتة تعمل بجدية لتحقيق التزاماتها.
وجدد الحرص على تحقيق اهداف الثورة وخاصة امال الشباب الذى كان دائما في المقدمة وهو ما يشهد به التاريخ منذ حركة الشباب التونسي في اول القرن الماضي.