تونس- أفريكان مانجر
قال النائب الإسلامي صادق شورو أن تنازلات زعيم حركته راشد الغنوشي بشأن تشكيل حكومة كفاءات والتراجع عن قانون الاقصاء السياسي لا تلزمه إلا هو في وقت أكد فيه أنه لا خير يرجى من نداء تونس، وفق تصريحات لحقائق أون لاين اليوم الخميس 29 أوت 2013.
وقلّل القيادي في حركة النهضة و عضو المجلس الوطني التأسيسي،الصادق شورو من خطورة الوضع الراهن في البلاد، متهما المعارضة ،وعلى رأسها ما أسماها قوى اليسار المتطرف، بتهويل الأزمة من أجل ازاحة النهضة و حلفائها من الحكم.
وكان هذا النائب استند لآية قرآنية دعا من خلالها من منبر المجلس الوطني التأسيسي إلى قطع أطراف أجساد المعتصمين والمتظاهرين الذين يعملون على تعطيل عمل المؤسسات وما أثار اسنتكار مراقبين.
و شدّد شورو على ضرورة استئناف المجلس الوطني التأسيسي لاشغاله حالا باعتباره المصدر الأصلي للشرعية المنبثقة عن انتخابات 23 أكتوبر 2011، وذلك في رده على نواب منسحبين وما أدى الى توقف عمل التأسيسي بعد تعليقه من طرف رئيسه مصطفى بن جعفر.
و قال شورو ان رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر نكث وعوده عديد المرات مؤكدا عزم النواب غير المنسحبين على سحب الثقة منه و تعويضه بنائبه الأول محرزية العبيدي في اطار جلسة عامة تخصص للغرض.
واستنكر شورو تعطّل المسار التأسيسي داعيا زملاءه النواب إلى العودة سريعا لمقاعدهم بغية استكمال تشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات و اعداد القانون الانتخابي , فضلا عن اتمام صياغة الدستور للمصاقة عليه.
و بخصوص التصريحات الأخيرة لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي،أوضح الصادق شورو أن المواقف و المقترحات الصادرة عن الغنوشي تلزمه وحده , مفيدا أن مؤسسات النهضة و في مقدمتها مجلس الشورى، تعارض فكرة تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عوضا عن حكومة علي العريض , مقترحا بذلك تكوين فريق حكومي جديد بعد المصادقة على الدستور من أجل تسيير شؤون الدولة خلال الفترة الانتخابية.
و أكد شورو رفض حركة النهضة و أنصارها لأي تقارب في العلاقة مع حركة نداء تونس ، معتبرا أن تغيّر موقف الغنوشي تجاهها كان مجرد اجتهاد شخصي حاول من خلاله زعيم الحركة ايجاد مخرج للوضع المتأزم. كما أشار إلى أن قيادات النهضة ترفض بشكل قطعي التطبيع مع نداء تونس باعتباره رأس حربة القوى المضادة للثورة التي كانت جزءا من نظام بن علي.
و قال عضو المجلس الوطني الـتأسيسي ان حركة نداء تونس هي تجميع لبقايا التجمع و اليسار الاستئصالي المتطرف , مضيفا أن الشعب التونسي لا ينتظر خيرا من هذا الحزب رغم قانونيته.
يذكر أن الصادق شورو محسوب على التيار المتطرف لحركة النهضة الحاكمة التي تسعى في المقابل على ترسيخ مظهر اعتدالها لدى الدول الأجنبية في وقت اعتمدت فيه الخطاب الديني لاستقطاب ناخبين.
يشار إلى أن الصادق شورو رئيس سابق لحركة النهضة التونسية القريبة من فكر الإخوان المسلمين وهو حاصل على دكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، ومدرس بكلية الطب بتونس في مادة الكيمياء إلى حدود اعتقاله سنة 1991.
وانضمّ شورو لعضوية مجلس الشورى المركزي لحركة النهضة منذ بداية الثمانينات، وانتخب في مؤتمرها المنعقد في 1988 رئيسا لها وواصل القيام بتلك المهمة حتى اعتقل في 17 فيفري 1991.
وقد حوكم أمام المحكمة العسكرية بتونس في صائفة 1992 على رأس 265 متهما من قياديي حركة النهضة بسبب محاولاتهم الانقلابية على النظام السابق. وقد طالب الادعاء العام بإعدامه، ولكن اكتفت المحكمة بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة. ونقل بعد ذلك لأكثر من سجن.
وبعد الثورة التونسية، أصبح الصادق شورو نائبا في المجلس الوطني التأسيسي الذي إنتخب في 23 أكتوبر 2011، عن حركة النهضة التي فازت بأكثرية المقاعد (89 مقعدا من مجموع 217 مقعدا).