تونس-افريكان مانجر
أسفر ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي انعقد في جنيف مؤخرا عن انتخاب سلطة تنفيذية جديدة في البلاد لتولي مهام مرحلة انتقالية يُفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات برلمانية و رئاسية في 24 ديسمبر 2021.
ويمثل هذا الحدث خطوة إيجابية وحدثا تاريخيا يؤشّر لإنهاء الانقسام وتعافي ليبيا وخروجها من الأزمة التي عاشتها طيلة السنوات الماضية.
وقد لاقت هذه الخطوة في ليبيا ترحيبا من قبل عديد المراقبين للشان الوطني التونسي باعتبار ان مجريات الأحداث في ليبيا تنعكس بشكل مباشر على الوضع ببلادنا.
بداية جيدة
وقد اعتبر الأكاديمي و الباحث في القضايا الإستراتيجية علية العلاني في تصريح لافريكان مانجر، ان دخول ليبيا مرحلة جديدة يُعد بداية جيدة لعدة أسباب.
تتمثل أولها في كون الشعب الليبي خلال العشرية الماضية “ذاق الأمرين”، نتيجة الصراعات المسلحة بين مختلف التيارات، فضلا عن ان ليبيا كانت معبرا للعديد من المقاتلين المتشددين نحو سوريا بالتزامن مع تمدد الظاهرة الإرهابية التي تضررت منها ليبيا و مختلف دول الجوار.
وأكد العلاني، انه بتشكيل الحكومة الجديدة في الأيام القادمة ستُفتح صفحة جديدة من المصالحة الليبية و سيتم وضع الآليات التي ستبني ليبيا الجديدة السياسية و الاقتصادية و الدستورية.
واستنادا لما أكده محدثنا، فان انتخاب هذه السلطة التنفيذية تعتبر بداية إيجابية بالنسبة لأجوار ليبيا خاصة منها تونس التي كانت تمثل بالنسبة إليها ليبيا متنفسا اقتصاديا “شركات و تجارة”، و متنفسا اجتماعيا بتشغيل اليد العاملة التونسية، الأمر الذي تعطل بعد سنة 2011.
وقد تكون هذه المرحلة فرصة لعودة التعا 88ن الاقتصادي كما هو في السابق مذكرا بان تونس لم تصطف مع أي طرف خلال الأزمة الليبية.
ولفت العلاني، إلى أن تونس بإمكانها ان تكون في المستقبل القريب طرفا في إعادة اعمار ليبيا من خلال الشركات التونسية أو كشريك مع المؤسسات الأوروبية العملاقة.
خط حديدي
واعتبر أن التعامل الاقتصادي بين تونس و ليبيا بإمكانه ان يتعزز خاصة إذا تمت برمجة خط حديدي من الجنوب التونسي إلى الداخل الليبي على غرار مصر التي أعلنت مؤخرا أنها تعتزم بعث خط حديدي يربط بين الإسكندرية و بنغازي.
و ابرز الأكاديمي و الباحث في القضايا الإستراتيجية، أن السبب الثالث الذي على أساسه يمكن اعتبار الانتخابات التي جرت مؤخرا بداية جيدة هو تأثيرها على دول الجوار على غرار تونس و الجزائر و مصر و دول الساحل حيث ستمثل فرصة لتبادل المعطيات الاستخباراتية التي من شأنها أن تساهم في تحييد الظاهرة الإرهابية في بلدان شمال و غرب إفريقيا، الأمر الذي تعطل في السنوات بسبب هيمنة أطراف ايديولودجية على القطاع الأمني، وفق تقديره.
وتحدث العلاني، عن وجود دعوات دولية لكي تكون الحكومة الجديدة أغلبها من التكنوقراط وهي تجربة جيدة ستسمح بوضع ليبيا على سكة الاستعداد للانتخابات البرلمانية و الرئاسية أواخر ديسمبر 2021، وفق تعبيره.
وخلص علية العلاني، إلى أن عودة الاستقرار السياسي و الأمني و الاقتصادي إلى ليبيا سيكون هاما لكامل المنطقة مشيرا إلى انه من المستبعد أن يُعيد الحكام الجدد سواء اليوم أو بعد انتخابات ديسمبر القادم تجربة حُكم يُهيمن علية المُؤدلجون بل ستحل البراغماتية و الواقعية مع الحكام الجدد لتدخل بذلك ليبيا مرحلة التدرب على الديمقراطية الحقيقية لا الشكلية التي طغت على المشهد السياسي التونسي، وفق تعبيره.
وجدير بالذكر، ان تونس رحبت في بلاغ لها الجمعة الماضي بانتخاب أعضاء السلطة التنفيذية في ليبيا، معتبرة إياها شروعا في بناء مرحلة جديدة .