تونس-افريكان مانجر
قال رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي إن قرار ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة سيحسمه يوم 20 سبتمبر مشيرا في حوار له مع جريدة العربي الجديد القطرية إلى انه سيعول في حملته الانتخابية في حال ترشحه على رصيده النضالي على “اعتبار انه كان أول من قال إن نظام زين العابدين بن علي لا يصلح بالإضافة إلى كونه أول رئيس عربي ينتخب في تونس لمدة ثلاث سنوات”، قائلا :”سيكتب المؤرخون أني أفشلت الثورة المضادة وحافظت على الحقوق والحريات”.
مرشح توافقي “كلام فارغ ”
و اعتبر المرزوقي مقترح حركة النهضة بتقديم رئيس توافقي للبلاد في الانتخابات القادمة “لا معنى له و(كلام فارغ)” موضحا بأن التوافق ضرورة في المرحلة الانتقالية، إذ يفرض فيها التوافق كحل فريد.
و أشار في السياق ذاته الى ان الديمقراطية هي رفض فكرة الإجماع و أن تاريخ العرب قائم على فكرة الإجماع، لكن دائماً يتضح أنه إجماع مزيف وإجماع عنيف معتبرا بأن الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يتولى تنظيم هذه التعددية التي يفرضها وجود مصالح وآراء مختلفة .
و أردف المرزوقي قوله بأن “:الديمقراطية ليست أن تجتمع النخب لتختار رئيساً ثم تطلب من الشعب أن يبصم على ذلك. أنا مع الوفاق عندما يجب الوفاق، ولكن أنا مع الديمقراطية التي يجب أن تلعب دورها”.
إفشال الثورة المضادة
و تحدث المرزوقي عن محاولات الانقلاب على الشرعية الكثيرة في الثلاث سنوات الأخيرة عبر مشيرا الى وقوع محاولة انقلابية بأتم معنى الكلمة في تونس و ذلك “عندما تمت محاصرة المجلس التأسيسي، ورفعت أصوات تطالب أعضاءه بالرحيل ثم عبر مطالبة رئيس الجمهورية بالاستقالة رغم كونه منبثقاً عن المجلس التأسيسي بالاضافة الى دعوة هؤلاء الجيش إلى التدخل، وانطلقوا في تشكيل حكومات جديدة”.
و أوضح المرزوقي في السياق ذاته بأنه ليس من “أفشل هذا الانقلاب”، وإنما هو الشعب التونسي الذي لم يستجب لتلك الدعوات الى جانب الجيش و الأمن الجمهوري اللذان أفشلا تلك الدعوات ووقفا إلى جانب الشرعية.
الشعب التونسي ليس غبيا
و في ما يهم عودة التجمعيين للساحة السياسية التونسية قال المرزوقي بأن “الشعب التونسي ليس غبياً ليعيد انتخاب رموز أوصلوا البلاد إلى حالة الإفلاس” مشيرا الى أن “الثورة المضادة حاولت أن تستعيد مكاسبها السابقة بالفوضى، وهي الآن تعمل على تحقيق ذلك من خلال الانتخابات، لكن كما لم تسترجعها بالفوضى والتهديد بالانقلاب، فلن تسترجعها بالانتخابات” بحسب تقديره .
الجماعات الإرهابية ستبقى في التسلل
وفي حديثه عن الإرهاب في تونس قال المرزوقي أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الجماعات الإرهابية لها مشروع مجتمعي آخر و أنها قد بقيت هذه وأخرجتها من دائرة الفعل.
وأضاف:” ستبقى هذه الجماعات في تسلل ثم ستبقى بالأساس أيادٍ خارجية لضرب الثورة باعتبار أن الشعب التونسي ليس كبقية الشعوب العربية، فهو متجانس وليس به طوائف، إضافةً إلى كونه يتميز بطبقة وسطى، ويمتع بثقافة واسعة”.
ليبيا و الهاجس الأكبر
وعلى الصعيد الدولي قال المرزوقي أن هاجسه الأكبر الآن هو ليبيا، باعتبار ان المعركة قد حسمت في تونس ، حيث تبقى في ليبيا بحسب تعبيره فضاء تونس الحيوي.
وبحسب اعتقاد رئيس الجمهورية التونسية فإن ليبيا أمام نموذجين، أولاً: الاستقطاب الثنائي بين علمانيين وإسلاميين كل يفكر في تصفية الآخر. أما نحن نحاول أن نقدم النموذج التونسي وأن نقنع الليبيين بأن المطلوب منهم تحقيق وفاق وطني وإنجاز دستور للبلاد”، بحسب تعبيره.
من جهة أخرى قال المرزوقي بأن المعركة مع تنظيم “داعش” الإرهابي ليست معركة أمنية إنما هي معركة تصورات ومشاريع، أي معركة حضارية و ان هذا التنظيم “هو ثمرة الخطايا والأخطاء التي ارتكبتها الأنظمة العربية المستبدة طيلة 50 عاماً”.
و شدد على أن العنف الذي يمارسه هذا التنظيم غير مقبول مطلقاً خاصة باستهدافه الأقليات المسيحية والأيزيدية و عبر المرزوقي “كمسلم وحقوقي” عن تضامنه مع هذه الأقليات وغيرها.