انتظم الأربعاء بجزيرة جربة موكب إحياء الذكرى العاشرة للاعتداء على معبد الغريبة اليهودي الواقع بجربة حومة السوق بإشراف رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي.
وتولى رئيس الجمهورية بالمناسبة إزاحة الستار على لوحة تذكارية تم تركيزها أمام معبد الغريبة تخليدا لذكرى هذا الاعتداء الذي جد في 11 أفريل 2002 قبل ان يترحم على أرواح الضحايا من أبناء تونس ومن ضيوفها الأبرياء الذين سقطوا في هذا الاعتداء الذي وصفه بـ”الجبان”، معربا عن “تعاطفه العميق مع أهالي الضحايا”.
وأكد المرزوقي في كلمة ألقاها بمعبد الغريبة “رفض التونسيين لكل أشكال العنف الذي يستهدف مدنيين أبرياء وذلك انطلاقا من الإيمان الراسخ بقيم التسامح والاعتدال التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف وكذلك بمبادئ حقوق الإنسان”.
وشدد على ان ” أي تمييز ضد المواطنين اليهود في أرواحهم وممتلكاتهم ومقدساتهم مرفوض”، قائلا “انهم جزء لا يتجزأ من شعبنا ولهم كل الحقوق والواجبات وان التعدي عليهم هو تعد على كل التونسيين”.
وبعد ان أكد الحرص على تأمين”حماية كل المواطنين ومعاملتهم جميعا على قدم المساواة” أعرب المرزوقي عن “استنكاره للاعتداء الأخير الذي تعرض له أطفال يهود في فرنسا”.
وقال الحاخام حاييم بيتان كبير أحبار اليهود في تونس من جهته “ان هذا الموقع المقدس القديم والبسيط هو عنوان للتآخي بين المسلمين واليهود “.
وأعرب عدد من أتباع الديانة اليهودية عن ارتياحهم لإحياء هذه الذكرى ،ملاحظين ان ذلك من شأنه ان “يبعث في أنفسهم الطمأنينة”.
وأكد بيريز الطرابلسي رئيس هيئة الغريبة والجالية اليهودية بجربة ان لزيارة رئيس الجمهورية عديد المعاني فهي على حد قوله “تدعم التقارب بين اليهود والمسلمين من أبناء تونس وتعزز التعايش السلمي بينهم وهي رسالة سلام لكل يهود العالم ليحتفلوا هذه السنة بزيارة الغريبة بكل طمأنينة”.
وكانت هذه الزيارة فرصة لرئيس الجمهورية للالتقاء بعائلات ضحايا اعتداء الغريبة من تونسيين وألمان وفرنسيين الذين ذكروا بما وصفوه بـ”تغافل وتجاهل حكومة العهد السابق لهم وعدم الإنصات لمشاغلهم” .(المصدر “وات”)