فجّر ابراهيم القصاص النائب عن قائمة العريضة الشعبية في مجلس التأسيسي، والتي تحتكر المركز الثالث على مستوى عدد المقاعد، معلومات خطيرة تبين مدى تذبذب الأداء الحكومي في أوج الأزمة السياسية والاقتصادية التي تشهدها تونس بعد انتخابات 23 اكتوبر 2011.
واتهم القصّاص في حوار صحفي بثته قناة حنبعل الخاصة مساء السبت 31 مارس 2012 استغلال عبد الوهاب المعطر وزير التشغيل نفوذه لاستعمال أملاك الدولة لفائدة أهوائه الشخصية مستندا في ذلك إلى مثال استعماله لسيارة من النوع المرسيديس تابعة لقصر الرئاسة، مشيرا إلى عينة من طلبات وزير التشغيل لتوفير ما يرغبه من بذخ في السيارة في وقت تعيش فيه تونس أزمة اقتصادية خانقة بدأت تترجمها مؤشرات اقتصادية تمثلت بالأساس إلى ارتفاع سنوي للتضخم إلى مستوى قياسي ناهز 5.4% في شهر فيفري الماضي وهو الأعلى في ظرف عقد على الأقل.
وفي الحوار ذاته أشار النائب إلى تركّز الاهتمام في نقاشات اللجان لدى دعوة بعض الخبراء والمختصين بمسألة “اللواط” وزواج المثليين حسب تعبيره، تجاهل مطالب الثورة المتمثلة في التشغيل أساسا!
كما اتهم القصاص وزراء و نوابا بالمحاباة والتقرب لرموز من حزب النهضة لتحقيق أغراض سياسية وذاتية. كما اتهمهم أيضا بالنفاق من خلال الحرص على التظاهر بالصلاة لنيل رضا رئيس الحكومة النهضاوي حمادي الجبالي مشيرا إلى حادثة ما يعرف بـ”آتوني بالابريق والسجادة” التي نسبها إلى وزير التشغيل الذي يحرص على التظاهر بالصلاة تقربا من رئيس الحكومة حسب تصريح النائب ابراهيم القصاص!
وكان ذات النائب قد اتهم الشهر الماضي في جلسة مفتوحة بالمجلس التأسيسي بثت على المباشر بقناة الوطنية، اتهم الرئاسات الثلاث (الحكومة والدولة والتأسيسي) باستغلال مناصبهم للقيام برحلات خاصة على حساب الدولة فيما يعاني الشعب الجوع والخصاصة دون أن تحرك هذه الرئاسات الثلاث ساكنا!
ونظرا لمحدودية خلفيته الثقافية وقلة خبرته السياسية حسب اعتبار بعض المراقبين، فان المعلومات والانتقادات التي يفجرها النائب ابراهيم القصاص من حين لآخر تلقى استخفافا من المراقبين الإعلاميين والسياسيين على حد السواء بالرغم من خطورتها.
ويلاحظ، وعلى خطورة الاتهامات التي يوجهها القصاص للحكومة وللمجلس التأسيسي، أن سلوك اللامبالاة كان طاغيا على ردود أفعال المعنيين بهذه الاتهامات وهو ما يثير التساؤل والشكوك حول مدى جدية السلطة التنفيذية والتشريعية في تونس في إدارة البلاد وإخراجها من أزمتها الخانقة.