تونس- أفريكان مانجير
علّق الاستاذ عياض بن عاشور في حوار مع “أفريكان ماناجر” على تصريحات راشد الغنوشي في شريطي الفيديو المسرّبين مؤخّرا وهو يجري فيهما حوارا مع السلفية بالقول أن محتوى الشريطين يكشف الرؤية الشمولية الدكتاتورية لرئيس حركة النهضة ، ويمكن وصفهما في أفضل الحالات بالخيانة لمطامح الثورة في الديمقراطية . وشدّد على أنه “على الديمقراطيين في صفوف النهضة أن يستخلصوا العبر ويجمعوا قواهم لتشكيل حزب اسلامي حقيقة ديمقراطي ، يمكن للقوى الديمقراطية أن تعمل معه باطمئنان ، ويجمعها به الولاء للاسلام العصري وللديمقراطية وللمواطنة وللراية التونسية لا الراية السوداء البائسة والحزينة حسب قوله .
الترويكا تدفع البلاد الى طريق مسدود
وصرّح عياض بن عاشور رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي أن الوضع السياسي في تونس سيء ، والترويكا الحاكمة تسير بتوجيه من النهضة من خطا الى خطا وتدفع البلاد الى طريق مسدود .
وأكّد أن أيا من الملفات التي وضعتها الثورة على طاولة المعالجة لم يتم حلّها ، وأضاعت بذلك تونس وقتا ثمينا في قضايا هامشية وايديولوجية ، مضيفا أن عديد النواب لا يحرّكهم سوى الكسب وضيق الأفق والخطابات النارية والسعي المحموم الى الظهور واثارة الرأي العام .
وفي معرض توصيفه للوضع الذي آلت اليه البلاد ، أشار بن عاشور الى أن جانبا من قيادة النهضة لا تتأخّر في استخدام كل الوسائل بما فيها الاقصاء والحقد واشعال نار الفتنة في صفوف الشعب من أجل فرض وجهات نظرها .
الأمر وصل الى حد الاغتيال السياسي
واستعرض ما جرى مؤخّرا في تطاوين من قتل طال منسّق حركة نداء تونس بالجهة مؤكّدا أن الأمر وصل الى حد الاغتيال السياسي حسب تقاليد الفاشية والنازية مما أضاف ملفا جديدا غير مسبوق الى جملة الملفات العالقة والتي لم تجد لها حلا .
وشدّد الاستاذ عياض بن عاشور على أن الأولوية اليوم هي لاعداد الدستور واقرار اللجنة المستقلة للانتخابات ومناقشة واقرار القانون الانتخابي تمهيدا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة .
وهذه القضايا – يقول بن عاشور – هي مقدّمة لحل مجمل المعضلات التي تواجهها تونس : أي النمو الاقتصادي ، وتطوير القطاعات الأساسية لاقتصادنا الوطني مثل السياحة وغلاء المعيشة وحل مشكلة البطالة على المدى الطويل باعتماد التخطيط المحكم .وفي مقابل هذا التمشي تسعى الترويكا الى الزيادة في الوظائف الحكومية والمنح للوزراء والنواب حسب ما يؤكّده الأستاذ عياض بن عاشور.
وفي مقابل تدعيم الديمقراطية يرى أن الحكومة تعمل على أسلمة المجتمع وغسل أدمغة الأطفال والتضييق على الصحفيين .
وبدلا عن العدالة الانتقالية تكرّس الحكومة ما يراه بن عاشور ظلما دائما .
ويضيف ان البلاد تنتظر أيضا حل قضايا الفساد والموضوع الأمني والاصلاح الجبائي .
المشروع الأولي للدستور يجسّد التسلّط الديني
وعن المشروع الأولي للدستور أفاد عياض بن عاشور أنه يحمل في طياته اجراءات تنال من حرية المعتقد والتعبير ويفتح المجال أمام التسلط الديني . ونظر بايجابية الى مقترحات التعديل التي تقدّم بها عديد النواب للمشروع الأولي للدستور وأعلن أنه يجب تشجيع حكمتهم وتشجيع أية مبادرة تسير في نفس الاتجاه .
ورد بقسوة على من يعتبرون أن موقفة الناقد للمشروع الأولي للدستور تحركه ردود فعل على عدم تعيينه في منصب ما قائلا : “انني لا أحسن فن السخافات والضحالة وأترك للآخرين فرصة التميّز فيهما “.