تونس- افريكان مانجر
نشرت شبكة ” بي بي سي ” اليوم الجمعة، تسجيلات مثيرة تعتقد أنها لمكالمات هاتفية أجراها الرئيس الراحل زين العابدين بن علي أثناء مغادرته البلاد في جانفي عام 2011.
وتظهر تسجيلات، وفقا لذات المصدر، اللحظات الأخيرة كيف انهارت سلطته.
وتقول بي بي سي انها عرضت التسجيلات على خبراء صوت لتحليلها والتحقق من مصداقيتها. ولم يعثر الخبراء على أي دليل على حدوث أي تلاعب أو عبث فيها.
وقالت إن التسجيلات تم اجراؤها أيام 13 و14 و15 جانفي 2011، والأول هو لمكالمة مع شخص يعتقد أنه رجل الأعمال والاعلامي طارق بن عمار.
ويقول المعني بالأمر في التسجيل: “لقد كنت رائعا، هذا هو بن علي الذي نحبه !”، لكن هذا الأخير انتقد نفسه مبينا أن خطابه افتقر إلى الطلاقة لكن الشخص الثاني في المكالمة طمأنه قائلا: “لا على الإطلاق … إنها عودة تاريخية. أنت رجل الشعب… أنت تتحدث لغته.”
مكالمة بين بن علي و بن عمّار
https://www.youtube.com/watch?v=aayz220WLIs
أما التسجيل الثاني فقد تم اجراؤه حسب بي بي سي يوم 14 جانفي عندما اشتدت الاحتجاجات أمام مقر وزارة الداخلية، ما اضطر السلطة حينها لاتخاذ الترتيبات الضرورية لنقل أسرة بن علي جوا إلى خارج البلاد، وتحديدا إلى المملكة العربية السعودية، وقد تم اقناع بن علي بمرافقتهم كما يقول، وفق المصدر ذاته.
وسجلت المكالمات وفق بي بي سي عندما كان بن علي يستقل الطائرة، ويعتقد مع وزير دفاع حينها وقائد الجيش، ورجل الأعمال كمال لطيف.
حيث بدأ بن علي المكالمة بسؤال شخص أكدت بي بي سي أنه وزير الدفاع حينها رضا قريرة، حول ما يجري في تونس فأخبره ”قريرة” بأن محمد الغنوشي الوزير الأول في ذلك الوقت قد أعلن بأنه سيتولى زمام الأمور في البلاد، لكن بن علي طلب من قريرة تكرار هذه المعلومة ثلاث مرات، قبل أن يرد بأنه سيعود إلى تونس “في غضون ساعات قليلة”.
مكالمة بين بن علي و رضا قريرة
https://www.youtube.com/watch?v=aayz220WLIs
وبعد ذلك، اتصل بن علي برجل تعتقد بي بي سي أنه رجل الأعمال كمال لطيف، وقال بن علي ”للطيف” إن وزير الدفاع طمأنه بأن الأحداث تحت السيطرة، ولكن ”لطيف” أخبره قائلا: “لا، لا، لا، الوضع يتغير بسرعة والجيش لا يكفي، فقاطعه بن علي وسأله: “هل تنصحني بالعودة الآن أم لا؟” وكان عليه أن يكرر السؤال ثلاث مرات قبل أن يجيب ”لطيف”: “الأمور ليست جيدة”.
مكالمة بين بن علي وكمال اللطيف
https://www.youtube.com/watch?v=aayz220WLIs
ثم اتصل بن علي بمن تعتقد بي بي سي أنه قائد الجيش، حينها الجنرال رشيد عمار، ولكن يبدو أن هذا الأخير لم يتعرف على صوته، مما حدا ببن علي أن يقول له: “أنا الرئيس”.
طمأنه ”عمار” بأن “كل شيء على ما يرام”.
ومرة أخرى، طرح بن علي على ”رشيد عمار” نفس السؤال الذي طرحه على ”كمال لطيف ”، هل يجب أن يعود إلى تونس الآن؟ فيخبره أنه من الأفضل له “الانتظار بعض الوقت”.
وقال ”رشيد عمار” لبن علي: “عندما نرى أنه يمكنك العودة، سنخبرك”.
مكالمة بين بن علي ورشيد عمّار
واتصل بن علي بوزير دفاعه مرة أخرى، وسأله مرة أخرى عما إذا كان يجب أن يعود إلى تونس، ولكن ”قريرة” كان أكثر صراحة هذه المرة، إذ قال لبن علي إنه “لا يمكنه ضمان سلامته” إذا فعل ذلك.
واتصل بن علي بوزير دفاعه مرة أخرى صباح اليوم التالي.. وفي تلك المكالمة، اعترف له ”قريرة” بأن الحكومة فقدت السيطرة على ما يحدث في الشوارع، وأخبر بن علي أن ثمة أقاويل عن حدوث انقلاب، ولكن بن علي رفض ذلك معتبرا هذه الاقاويل من عمل “الاسلاميين”، حسب تعبيره، وذلك قبل أن يعود للحديث عن عودته إلى تونس.
وتطرق بن علي مرة أخرى إلى موضوع عودته، ولكن ”قريره” قال له: “يسود الشارع غضب لا أستطيع وصفه”، وأضاف: “أقول لكم ذلك لكي لا تقولوا إني ظللتكم، ولكن القرار لكم “.
ويحاول بن علي الدفاع عن سمعته بالقول: “ماذا فعلت للشارع بالعكس، لقد خدمته “، ولكن ”قريرة” قال له: “أنا أطلعكم على الموقف، وهذا ليس تفسيرا”.
مكالمة مسربة بين بن علي ورضا قريرة
https://www.youtube.com/watch?v=aayz220WLIs
وأكدت بي بي سي أن وزير الدفاع رضا قريرة وقائد الجيش رشيد عمار امتنعا عن التعليق على التسجيلات عندما اتصلت بهما، فيما نفى كمال لطيف وطارق بن عمار، أن تكون الاتصالات معهما قد حدثت، وأضاف بن عمار أنه لم يحاول طمأنة الرئيس بشأن حكمه.
وتقول ” بي بي سي” إنها أمضت أكثر من سنة في إجراء بحوث حول صحة التسجيلات، وقد تم تحليلها من قبل عدد من خبراء الأدلة الجنائية الصوتية الرائدين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الذين بحثوا عن أي علامات أو مؤشرات للتلاعب أو التحوير، أو وجود أي معالجات “مزيفة عميقة” تقوم بتكرار الأصوات بشكل مصطنع.