تم اليوم الخميس 19 أفريل 2012 تأجيل محاكمة قناة نسمة ومديرها نبيل القروي للتصريح بالحكم إلى يوم 3 ماي القادم والذي يصادف ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة.
و قد قررت اليوم الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم يوم 3 ما ي المقبل.
يذكر أنه تم القيام بملاحقة قضائية منذ اكتوبر الماضي وقبل انتخابات 23 اكتوبر 2011 على خلفية بث قناة نسمة الشريط الالكتروني الإيراني “بيرسيبوليس” والذي يتضمن تجسيدا للذات الإلهية وهو ما تم اعتباره مسا لها، حسب محامين قاموا برفع الدعوى ضد القناة والمعروفين بانتمائهم لحزب النهضة الإسلامي
وقد تميزت جلسة اليوم بمرافعات القائمين بالحق المدني الذين استندوا إلى اعترافات صاحب القناة واعتذاره وهو ما اعتبر إدانة كافية وإثبات لها. كما طالبوا بإرجاع القضية إلى النيابة العمومية باعتبارها قضية جنائية وحتى تُكيّف الوقائع من جديد.
في المقابل طالب محامو الدفاع بعدم سماع الدعوى واستندوا إلى المرسوم 115 من مجلة الصحافة لـ2 نوفمبر 2011 الذي لا يجرم مثل هذه الحادثة التي تأتي في إطار حرية التعبير ولا تمس بالشعائر الدينية.
من جهته اعتبر المحامي شكري بلعيد في تصريحات صحافية أن الحكم في قضيّة قناة نسمة سيؤرخ ما إذا كان حكما منحازا للقانون والحرية أو أن سيكون مقدمة لطريق الاستبداد والدكتاتورية.
وكانت جلسة الخميس 19أفريل خصصت للمرافعات . وفيما طالب القائمون بالدعوى باعادة تصنيف القضية من جنحة الى جناية تشبث محامو الدفاع بعدم سماع الدعوى في التهمة .
وكانت المحاكمة انطلقت صباحا بالدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس وسط اجراءات أمنية مشددة وحضور العديد من السلفيين أمام مقر المحكمة إلى جانب حضور العشرات من المساندين للقناة والمدافعين عن حرية التعبير.
و قد التحق مدير القناة نبيل القروي بالقاعة عدد 10 بالمحكمة مصحوبا بعدد من محامي الدفاع على غرار شكري بالعيد والناصر العويني وليلى بن دبة ووسام السعيدي كما حضر أيضا الجلسة عدد مكثف من محامي الادعاء.
وتعود وقائع القضية الى 11 اكتوبر 2011 حين قررت النيابة العمومية بتونس فتح بحث جزائي حول بث القناة لفيلم ايراني بعنوان ” بيرسيبوليس” او “بلاد فارس” وهو فيلم في شكل رسوم متحركة مدبلج باللهجة العامية التونسية بثته القناة يوم 7 اكتوبر 2011 وناقشته في اطار حصة دامت ساعة ونصف.
وأثار بث الفيلم ردود فعل متشنجة من قبل القوى السلفية التي اتهمته بتجسيد الذات الالهية ووصلت الى حد الهجوم على منزل رئيس مدير عام القناة وحرق جانب من المنزل وتهديد بعض الصحافيين العاملين بالقناة واكتملت سلسلة الضغوط والتهديد بتوجيه تهمة بث البلبلة والتعدي على الاخلاق الحميدة لنبيل القروي واثنين من مساعديه