تونس-افريكان مانجر
تعيش الساحة السياسية في تونس اشهر قليلة قبل الانتخابات على وقع تصدعات و انشقاقات داخل احزاب و ائتلافات و تحالفات بين احزاب اخرى.
صراع نداء تونس
التفكك و الانقسام من اهم صفات حزب حركة نداء تونس بعد الانشقاقات التي تحول اثرها الى المعارضة ثم انقسم الى كتلتين بعد عقد مؤتمران متوازيان نتج عنهما انتخاب رئيسين للجنة المركزية، حافظ قايد السبسي “شق المنستير” و سفيان طوبال ” الحمامات” .
واعتبرحافظ قايد السبسي في تصريح اعلامي ان” نداء المنستير هو الشرعي، وهو الذي يتمتع بالصلاحيات القانونية”، في المقابل و في خضم الصراعات اقرت وزارة العلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني، بوجود ملفين لنداء تونس أحدهما يتماشى مع قانون الأحزاب والثاني لا يتماشى معه.
ويرى طوبال ان النداء المنبثق عن مؤتمر الحمامات له الشرعية القانونية.
ورغم حسم الخلاف من قبل رئاسة الحكومة باسناد الشرعية لنتائج مؤتمر الحمامات فإن الاشكال مازال قائما بعد توجه شق المنستير إلى الطعن في منح الشرعية القانونية لسفيان طوبال.
استقالات و انشقاقات داخل الجبهة الشعبية
الجبهة الشعبية بدورها دخلت مرحلة جديدة ميزتها الانشقاقات و التصدعات والتراشق بالتهم بعد تقديم 9 نواب استقالاتهم لمكتب مجلس نواب الشعب من الكتلة باستثناء نواب حزب العمال و التيار الشعبي.
واعتبر النائب المستقيل ايمن العلوي في تصريح لافريكان مانجر، ان الاستقالات من الجبهة الشعبية خطوة تترجم ازمة حقيقية و فعلية داخل الجبهة.
واكد العلوي، ان الناطق الرسمي حمه الهمامي في قطيعة تامة مع الكتلة داخل البرلمان مشيرا الى وجود اطراف داخلية تريد الاستيلاء و السطو على مشروع الجبهة الشعبية
و بخصوص القول ان الخلافات تتعلق بمرشح الرئاسية فقط اوضح ان الخلاف يتعلق بطريقة التعاطي بين الامناء و الكتلة و الهياكل فضلا عن محالات الاستيلاء على الجبهة والتخلي عن كتلتها النيابية وعن مناضليها.
و تعنبر الازمة التي تعيشها الجبهة الشعبية خمسة اشهر قبل الانتخابات من اشد الازمات التي مرت بها خاصة ان كتلتها النيابية ستنحل في صورة تفعيل الاستقالات.
واعتبر، في ذات السياق المنسق العام لحزب “القطب” رياض بن فضل في تصريح اعلامي أن وضع اليسار التونسي في أسوأ حالاته”.
احزاب تبحث عن تحالفات قبل الانتخابات
في مقابل هذه التصدعات اختارت احزاب اخرى البحث عن تحالفات للمرور للانتخابات التشريعية و الرئاسية موحدة للوصول لمقاعد البرلمان او لكرسي الرئاسية.
بداية الاعلان عن التحالفات
مع بداية العد التنازلي للانتخابات اعلن الأربعاء 22 ماي 2019 كل من رئيس حزب الحراك محمد المنصف المرزوقي ورئيس حركة وفاء عبد الرؤوف العيادي عن تكوين ائتلاف انتخابي سياسي .
وأكد الائتلاف انفتاحه على كل القوى السياسية المؤمنة بمبادئ الثورة وأهدافها مشيرا الى تفاعله الايجابي مع مبادرة “تونس اخرى” وذلك استعدادا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة تحت شعار “تونس أخرى ممكنة “.
كما اعلن رئيس اللجنة المركزية لنداء الحمامات انه بعد مشاورات للم الشمل تقدم النقاش بنسبة 90 بالمائة مع حركة مشروع تونس في انتظار اندماج مرتقب بينهما.
و في نفس السياق، اعلن حزب تحيا تونس اندماجه مع حزب المبادرة الدستورية الديمقراطية في صورة جديدة للم شمل العائلة السياسية الوسطية تحت شعار ‘لنبادر لتحيا تونس’.
ثم تم ليلة السبت الماضي وفي مرحلة ثانية اعلان انتخاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد رئيسا لتحيا تونس بالاضافة الى انتخاب وزير الوظيفة العمومية و رئيس حزب المبادرة كمال مرجان رئيسا للمجلس الوطني للحزب.
كما انظم الى المشهد السياسي مبادرة ائتلافية اخرى ‘ائتلاف قادرون’ وهي مبادرة ائتلافية تقدمية جديدة تجمع أحزابا وشخصيات وطنية ونشطاء في المجتمع المدني، فضلا عن اعلان مجموعة من التونسيين المستقليين عن تشكيل “اتحاد المستقلين التونسيين” منتصف افريل الماضي.
وفي ظل ضبابية المشهد السياسي و التشتت الراهن، اختارت بعض الاحزاب الاخرى كالتيار الديمقراطي الوقوف على نفس المسافة من كافة الأطراف دون تحالف او انصهار.