قضت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس مساء السبت بالحكم على الليبيين حافظ الضبع وعماد يوسف المتهمين في قضية أحداث الروحية ب 20 سنة سجنا كما حكمت المحكمة غيابيا على المتهمين الخمسة الآخرين في القضية الذين هم بحالة فرار بالسجن المؤبد .
وتم خلال المحاكمة عرض نماذج لأسلحة ومواد متفجرة ووثائق شخصية وأموال حجزت اثر الحادثة التي سجلت وفاة عسكريين اثنين وإصابة آخرين.
وكشفت التحقيقات أن أحداث الروحية انطلقت إثر مطاردة لثلاث سيارات مشبوهة تسللت الى بالتراب التونسي عبر الحدود الجزائرية قبل أن يتسلل اثنان من الإرهابيين إلى منطقة وادي الروحية من عمادة الهرية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات عن مدينة الروحية ثم محاولة الفرار نحو مكثر انطلاقا من محطة سيارات الأجرة بالروحية غير أن “سمسار” المحطة تفطن لهما لتنطلق المواجهات والاشتباكات بين عناصر من الجيش والحرس الوطنيين بعد فرارهما إلى منطقة وادي الروحية، مما أدى إلى استشهاد المقدم بالجيش الوطني الطاهر العياري الذي قاد التعزيزات الى المنطقة و فارق الحياة قبل الوصول إلى مدينة مكثر والرقيب أول بالجيش وليد الحاجي الذي هو أصيل الجهة وكان يتمتّع باجازة وانضم تلقائيا لجهود تعقب الارهابيين و توفي اثر اصابته في المواجهات قبل الوصول إلى سبيطلة كما أصيب العريف بالجيش صغير المباركي بجروح خطيرة استوجبت خضوعه لعملية جراحية بمستشفى سليانة وجرح مواطن يدعى صلاح زغدود برصاصة في اليد إضافة إلى مقتل العنصرين الإرهابيين التونسيين سفيان بن عمر وعبد الوهاب حميد.
وتفيد تفاصيل الأحداث أن شخصين قدما في حدود الساعة السادسة و55 دقيقة من صباح يوم 18 ماي 2011 إلى محطة سيارات الأجرة بالروحية يحملان حقيبتين واستفسرا عن سيارات الأجرة المتجهة نحو مدينة مكثر و أصرا على الركوب جنبا إلى جنب ووضع الحقيبتين بالقرب منهما واثر اصرار منظم الرحلات في المحطة على وضع الحقائب في الصندوق الخلفي لسيارة الأجرة امتنعا عن السفر و رابطا قرب الحائط . شك منظم الرحلات في امرهما واتصل بأعوان الأمن لإشعارهم بالأمر.
وبمجرد أن لمحا قدوم رئيس مركز الشرطة سحب أحدهما قنبلة يدوية كان يخفيها في جيبه وعندما عجز عن استعمالها سحب كلاهما كلاشينكوف من الحقيبة ولاذا بالفرار تاركين الحقيبة الثانية.
و حلت قوات الجيش والأمن معززة بأكثر من مائة عون ومروحيتين لتعقب الارهابيين اللذين فرا نحو منطقة العريش الريفية الواقعة على مستوى وادي الروحية بعمادة الهرية على بعد نحو ثلاثة كيلومترات عن مدينة الروحية حيث وقعت اشتباكات عنيفة. وتم تطويق المكان قبل أن تدور اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل الإرهابيين وإصابة ثلاثة عسكريين توفي اثنان منهم وجرح مدني واحد.
وبعد انتهاء الاشتباكات المسلحة حضرت وحدات خاصة على عين المكان لانتزاع حزام ناسف محاط بجثة أحد الإرهابيين.
وعثر الأعوان أثناء المعاينة على جوازي سفر مدلسين انتهت صلوحيتهما ويتضمنان هويتين وهميتين إحداهما باسم عبد العاطي وهو ليبي من درنة وعمره 34 سنة وأختام دخول وخروج لليبيا والجزائر، كما حجزوا في إحدى الحقائب خريطة للجمهورية التونسية تتضمن عدة رموز لمواقع سياحية ببنزرت وطبرقة والحمامات ونابل وهو ما يرجح ان الإرهابيين كانوا يخططون لضرب المواقع السياحية.
و بتفتيش الحقيبة التي تخلى عنها الإرهابيان عثر أعوان الأمن على قنبلة يدوية ومفرقعات وجوازي سفر وخريطة وكتاب حرب العصابات.
وتم إيقاف المتهمين حافظ الضبع و عماد يوسف الموقوفين الوحيدين على ذمة القضية وتم النطق بالحكم عليهما السبت ب20 سنة سجنا في جنوب البلاد بعد دخولهما إلى التراب التونسي بطريقة غير شرعية والتفطن إلى وجود اسميهما على لائحة المطلوبين بتهمة الانتماء للتنظيم المذكور إضافة إلى إقرارهما معرفة العنصرين عبد الوهاب حميد و سفيان بن عمر اللذين قتلا أثناء الحادثة.