تونس-افريكان مانجر-وكالات
حذّرت منظمة غرينبيس البيئية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، من شح في المياه والغذاء وموجات حر وآثار سلبية خطيرة اخرى للتغير المناخي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وذلك قبل أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف حول المناخ ومن بين الدول المهددة بشكل خاص في هذه المنطقة نجد كلا من لبنان والامارات والجزائر ومصر تونس والمغرب.
وأفاد التقرير الذي يحمل عنوان “على شفير الهاوية” والصادر عن “مختبرات غرينبيس للبحوث” في جامعة إكسيتر في المملكة المتحدة، بأنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد احترارا بما يقرب من ضعف المتوسط العالمي ما يعرّضها للتأثر بشكل كبير بتغير المناخ وتفاقم مخاطر أمن الغذاء والمياه.
هذا و لم تتجاوز كميّات المياه بالسدود التونسية نسبة 32 بالمائة من طاقتها للخزن، إلى موفى سبتمبر 2022، ما يعادل نحو 759 مليون متر مكعب، تقريبا، وهي نتيجة حتمية لسبع سنوات، متتالية، تقريبا، من الجفاف وغياب سياسات فعلية للترشيد في استهلاك الماء في بلد يقبع تحت خط الشحّ المائي.
وذكّر المدير المركزي للاستغلال بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، عبد السلام السعيدي، مجددا، في حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأنّ معدل النصيب السنوي للفرد من الماء المقدر، حاليا، في تونس بـ450 متر مكعب متجه نحو مزيد الانخفاض في سنة 2030 ليبلغ 350 مترا مكعبا.
والجدير بالذكر أنّ مقياس شح المياه في العالم حدّد في أي بلد وهو أن تقلّ حصّة الفرد عن 1000 متر مكعب سنويا، وحدد خط الندرة والشح المطلق أو الفقر المدقع إذا قلّ ذلك عن 500 متر مكعب للفرد سنويا.
وتتوزع نسبة العجز في الموارد المائية المحلية، وفق منظومات خاصة بكل جهة، إذ شهدت منظومـة مياه الشمال والوطن القبلي والساحل وصفاقس عجزا ناهز 16 بالمائة خلال صائفة 2022، كما سجلت منظومة الجنوب والشمال الشرقي عجزا بنسبة 16 بالمائة، فيما بلغت نسبة العجز بمنظومة قفصة 14 بالمائة، ولم تعش العاصمة أي عجز.
للاشارة فإن 80 بالمائة من الموارد المائية في تونس تستغل في النشاط الفلاحي و17 بالمائة منها توجه إلى بقية الاستعمالات بما في ذلك الاستعمال الصناعي والسياحي.
من جهتها قالت المستشارة العلمية في مختبرات غرينبيس للأبحاث كاثرين ميلر “يبدو واضحا أن منطقة شمال افريقيا و الشرق الاوسط ككل ترتفع حرارتها بمعّدل متسارع يصل إلى 0,4 درجات مئوية لكل عقد منذ ثمانينات القرن العشرين، أي ما يعادل ضعف المعّدل العالمي”.
ونتيجة لذلك، يواجه مئات ملايين السكان في المنطقة التي تضم أكبر مصدري النفط والغاز في العالم، خطر شح المياه وموجات الحر والفيضانات وغيرها من الآثار السلبية للتغير المناخي.
وبحلول نهاية القرن، من المرجّح أن تعاني 80 بالمئة من المدن المكتظة بالسكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من موجات الحر لما لا يقل عن 50 بالمئة من المواسم الدافئة.
وفي ظل وجود انبعاثات عالية في بعض المواقع في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة القصوى خلال موجات الحر الشديدة في المستقبل 56 درجة مئوية، بحسب تقرير “غرينبيس”.
و دعا التقرير الى العمل على دعم مسار التحول من الوقود الاحفوري الى مصادر الطاقة النظيفة، في وقت تقول دول في الخليج وبينها السعودية والإمارات انه لا يزال هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في النفط والغاز ولعقود من أجل تمويل عملية التحول هذه.
و غرينبيس هى منظمة غير حكومية تسعى لتمهيد الطريق لمستقبل أمن، أخضر، مستدام. ويتركز عملها في معالجة أزمة تغير المناخ وحماية التنوع البيئي في أنحاء العالم.