تونس- افريكان مانجر
قال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية معز السيناوي إنّ إقرار حالة الطوارئ بمختلف مناطق الجمهورية ستدعم حريات التونسيين، مُشيرا إلى أنّه لن يتمّ استغلال الوضع الأمني للتضييق عليهم. وأضاف السيناوي في تصريح للقناة الوطنية الثانية أنّ المواطنين والسياح سيشعرون بالأمان مع فرض حالة الطوارئ.
وشدّد المصدر ذاته على أن تونس تعيش وضعا أمنيا صعبا اقتضى فرض حالة الطوارئ
تقييم الوضع الأمني من مهام رئيس الجمهورية
وأفاد السيناوي ان رئيس الدولة هو الشخص الوحيد المخول له تقييم الحالة الأمنية للبلاد، مًؤكدا ان الباجي قائد السبسي وبالتشاور مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب أقرّ بأنّ تونس تعيش وضعا استثنائيا تقتضي حالة تأهب قصوى ليس فقط بين المؤسستين الأمنية والعسكرية بل تستوجب أيضا إشراك المواطنين.
وتعليقا على ما كان قد صرح به القائد السبسي بأنّ الدولة التونسية ستنهار إذا ما تكررت حادثة سوسة، أوضح معز السيناوي أنّ رئيس الجمهورية أراد ان يضع المواطن التونسي في مستوى الحدث لأنّ تونس تعيش فعلا حربا ضدّ الإرهاب وهو ما يتطلب اخذ جملة من التدابير الأمنية.
انتقادات
وخلال إعلانه فرض حالة الطوارئ السبت الماضي، قال الباجي قائد السبسي إنّ الدولة التونسية ستنهار إذا سجلت حادثة إرهابية على شاكلة ما حدث بسوسة. وقد أثار هذا التصريح العديد من الانتقادات كما اعتبر بعض الأطراف ان أمر سنة 1978 المتعلق بتنظيم حالة الطوارئ فيه مخالفة صريحة للدستور، كما حذر البعض من إمكانية استغلال هذه الوضعية للمسّ من الحريات.
وبحسب ما ينص عليه القانون، يمكن إعلان حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية أو ببعضه إما في حالة خطر داهم ناتج عن نيل خطير من النظام العام، وإما في حصول أحداث تكتسي بخطورتها صبغة كارثة عامة، كما تعلن حالة الطوارئ لمدة أقصاها ثلاثون يوما بمقتضى أمر يضبط المنطقة أو المناطق الترابية التي يجرى العمل به في داخلها، و لا يمكن التمديد في حالة الطوارئ إلا بأمر آخر يضبط مدته النهائية.
حالة طوارئ للمرة الرابعة
وكان السبسي قد اكد أنّ مقاومة الإرهاب تتطلب إمكانيات مادية بشرية ومادية لا تملكها تونس بنسبة كبيرة، خاصة وأنّ حدود التونسية الليبية يصعب مراقبتها إلا بوسائل متطورة لا تملكها أيضا، حسب قوله.
وتحدث السبسي عما يشكله الوضع في ليبيا من خطورة على تونس، باعتبار أنّ ليبيا لا تملك دولة بل لها تنظيمات جميعها مسلحة حسب قوله.
وأكّد أنّ القوات الأمنية والعسكرية متعودة على محاربة الارهاب في الجبال، لكن الإرهابيين نزلوا إلى المدن ونفذوا اول عملية كبرى لهم في باردو والفاجعة الثانية كانت في سوسة.
و قال رئيس الجمهورية ان الحكومة تواجه ظروفا اقتصادية و اجتماعية و أمنية صعبة ، مشددا على ضرورة خلق المناخ الملائم لجلب الاستثمارات الأجنبية و الوطنية .
جدير بالذكر انّ هذه المرة الرابعة التي تعلن فيها تونس حالة الطوارئ، حيث سبق اعلانها سنة 1978 ابان أحداث يوم 26 جانفي اثر اعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن اضراب عام في البلاد و في فترة انتفاضة الخبز سنة 1984 و كذلك خلال ثورة 2011.
وقد تمّ رفع حالة الطوارئ في سنة 2014 خلال عهد الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي.