تونس-افريكان مانجر
قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في حوار نقلته مساء أمس الاثنين 30 ديسمبر 2013 الاذاعة الدولية مونتكارلو إنّ الغرب يدعم الديمقراطية عندما يصل العلمانيون إلى الحكم،و عندما تفرز الانتخابات وصول إسلاميين إلى سدّة الحكم فإنّها تدعو إلى الإجهاز عليهم مثلما حدث في مصر.
و أضاف الغنوشي أنّ ما حدث في مصر هو إنقلاب على الديمقراطية،و تلعثم بعض الألسن في التعبير عن ذلك صراحة هو فضيحة حيث لم تجرأ الدول الغربية على تسمية الأمور بمسمياتها و هي بذلك تبعث رسالة للمليار و نصف نسمة مسلم بأنّ الغرب غير صادق في مواقفه.
الغرب يُشجع على الإنقلابات
و أفاد أنّ مواقف الغرب أصابها الفتور و أصبحت تُشجع على الإنقلابات،كما حذر من أنّ سقوط التجربة في تونس ستكون لها إنعكاسات سلبية على الدول الغربية و بصفة خاصة أوروبا التي ستكون عرضة أكثر لإستقبال المزيد من حالات الهجرة السرية و قضايا المخدرات و الإجرام.
و بيّن راشد الغنوشي في ذات الحوار أنّ حركة النهضة برهنت على مستوى عال جدا من المرونة و من رعاية المصلحة العامة و الخيار الديمقراطي عندما قرّرت طواعية التخلي عن الحكومة،و بذلك تكون قد فندت على حدّ قوله كل الإداعات التي تقول إنّ الإسلاميين لا يؤمنون بالديمقراطية إلا مرّة واحدة و هي عند وصوله إلى الحكم. و سياق متصل أكد الغنوشي أنّ حركة النهضة تُحظى بشعبية في الشارع التونسي و قال أغلب إستطلاعات الرأي كشفت أنّ 1/3 التونسيين يُرشحون النهضة.
مهدي جمعة له كامل الصلاحيات
و في سياق متصل قال رئيس الحزب الذي يقود الإئتلاف الحاكم إنّ النهضة تخلت عن الحكم حتى لا يتكرر السيناريو المصري بتونس،و في المقابل توّقع الغنوشي أن تنجح الثورة المصرية و يتمكن الإسلاميون من استعادة الحكم و هو ما تعكسه الاحتجاجات المتواصلة في الشارع المصري.
هذا و أوضح راشد الغنوشي أنّ النهضة مازالت لم تأخذ بعد قرار خوض غمار الانتخابات إما منفردة أو في سياق تحالف لأنّ الساحة السياسية في تونس لم تتشكل بعد،لكنه قال في المقابل إنّ خيار الترويكا ما يزال قائما و قد يتسع ليشمل أحزاب أخرى.و إجمالا أفاد رئيس النهضة أنّه لا مجال للمزايدة على الحركة التي ضربت مثلا و أنموذجا يُحتذى به عندما تنازلت عن السلطة.مبرزا أنّ رئيس الحكومة الجديد مهدي جمعة له كامل الصلاحيات في مراجعة التعيينات أو تنصيب مسؤولين جدد و شدّد في المقابل على ضرورة إحداث لجنة مُحايدة تتولى مراجعة التعيينات في حكومة الترويكا و الحكومات التي سبقتها.
و فيما يتعلق بحلّ رابطات حماية الثورة أوضح الغنوشي أنّ الجمعيات لا تُحلّ إلا بنصّ قانوني،كما قال إنّ الحركة توافق على تحييد المساجد و كلّ من يثبت خروجه عن القانون فيجب تغييره في الحال.