تونس-افريكان مانجر
يستعيد معبد الغريبة اليهودي في جربة بداية من 14 ماي القادم ،( اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي) ،زوّاره، وذلك بعد عامين من التوقّف بسبب قيود جائحة كورونا والاجراءات الصحية، والاكتفاء بعدد محدود من الزائرين المحليين طيلة تلك المدة.
يرتدي المعبد حلة جديدة بالمناسبة ، من خلال عمليات الترميم والصيانة والتهيئة التي تواصلت، وفق تصريح رئيس جمعية معبد الغريبة بيريز الطرابلسي لــ(وات)، منذ سبعة أشهر بصفة مسترسلة لتحسين البنية التحتية للمعبد ، وتحسين ظروف استقبال الزوار، وذلك بمجهودات خاصة ، وفي غياب دعم وزارتي الشؤون الدينية والسياحة هذه السنة.
وأشار بيرز إلى أن تزامن الزيارة مع شهر رمضان سنوات ، والذي عايشه ثلاث مرات منذ اشرافه على المعبد في سنّ 13 عاما، لم يثر إشكالا سوى في تقاليد الزيارة القائمة على المأكولات والمشروبات التي توزع على الزوّار، في الوقت الذي يكون فيه المسلمون صائمين، وهو أمر غير محبّذ لديه لكن للضرورة أحكامها.
وكرمز للتعايش السلمي والانفتاح على الآخر، يضفي كنيس الغريبة بطابعه الهندسي المعماري المأخوذ من الموروث الأندلسي ، وبالاقبال الكبير عليه من التونسيين طيلة العام،وخلال الزيارة السنوية، كوجهة سياحية ثقافية ، حركية خاصة على مدينة جربة وديناميكية اقتصادية تنعكس إيجابيا على المنطقة.
كما تكتسي مختلف طقوس الزيارة ببعد تذكاري وبتكريس الهوّية ، خاصة لليهود التونسيين الذين اختاروا الاستقرار خارج تونس ( أوروبا والشرق الأوسط) خلال القرن العشرين.
وذكر الطرابلسي، ان الزيارة مرّت بعديد المراحل في تونس ، حيث لم تتوفّر النزل ولا الاقامات للزوار الا بعد 1990 ، كما لم يكن المعبد معروفا لدى التونسيين إذ لم يذع صيته ، الا بعد أحداث الثورة، و كان دخول التونسيين إلى هذا المعلم صعبا خاصة بعد تعرّض الكنيس لاعتداء قاتل في 1985 ، ومحاولة تفجير انتحارية في افريل 2002 ، مضيفا أن سنة 2019 كانت أفضل موسم زيارة وفق نفس المصدر حيث تجاوز فيه زوّار الكنيس 7 الاف شخص.
وأضاف أنّ الحدث سيكون فرصة لدعم السياحة الثقافية، ولمواكبة انشطة الزيارة المتنوعة ، التي فيها يقوم اليهود باحتفالات “الهيلولة”، بإقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على مباركة من الحاخامات، وذبح الخرفان كقرابين، وتناول المشروب الروحي “البوخا” المستخرج من ثمار التين، والذي يختص بصناعته يهود تونس دون سواهم.
(وات)