أجمع المشاركون في لقاء حول “التكامل الزراعي والإقتصادي الليبي التونسي” أقيم اليوم الخميس بطرابلس على هامش الدورة الرابعة لمعرض ليبيا الدولي للزراعة والصيد البحري “أغرو ليبيا 2010” على التنويه بالطابع المثالي لنموذج التعاون بين ليبيا وتونس على صعيدي الإقليم والقارة .الإفريقية
وشهد هذا اللقاء الذي أقيم على شكل مائدة مستديرة مشاركة الكاتب العام لللجنة الشعبية العامة الليبية للزراعة والثروة الحيوانية والبحرية توفيق إسماعيل ونائب رئيس إتحاد الفلاحين التونسيين يوسف قشوط والعديد من المسؤولين الليبيين والمنظمات العربية الفاعلة في القطاع ومندوبي الشركات الحاضرة في معرض “أغرو ليبيا” إلى جانب مهتمين آخرين بهذا .المجال
وشدد الكاتب العام لللجنة الشعبية العامة الليبية للزراعة والثروة الحيوانية والبحرية على النتائج الممتازة التي حققها التعاون الثنائي بين ليبيا وتونس الذي يشكل نموذجا مثاليا بين دول المغرب العربي داعيا مختلف الفاعلين الإقتصاديين لمواصلة جهودهم على نهج الإرتقاء بالتكامل التام بين هذين .البلدين الجارين
ومن جانبه أسهب نائب رئيس إتحاد الفلاحين التونسيين في نفس الإتجاه منوها بالإرادة السياسية التي تحدو زعيمي البلدين وبالعلاقات الوطيدة التي توحد البلدين داعيا إلى ضرورة تحديد التحديات التي يواجهها الجانبان لكسب كل رهانات الإندماج بما يخدم التكامل والإندماج إستجابة لتطلعات الشعبين الليبي .والتونسي
ومن جهته أبرز رئيس اللجنة التحضيرية لمعرض “أغرو ليبيا 2010” د. محمد مصطفى الذي نشط هذه المائدة المستديرة النجاحات الكبيرة المحققة على صعيد العلاقات الثنائية الليبية التونسية والتي سمحت ببلوغ معدلات عالية في حجم المبادلات التجارية وذلك بفضل موائمة نظام الرسوم الجمركية وتبني شهادة المنشأ ومطابقة المعايير الصحية للبلدين إلى جانب .حرية إنسياب السلع والأشخاص بين البلدين
وأضاف أن الإنشاء المقبل لمنطقة التبادل الحر على مستوى دول إتحاد المغرب العربي سيشكل فرصة كبيرة .لتوسيع السوق المغاربي وحركة منتجات دوله الأعضاء
ودعا مختلف المتدخلين إلى موائمة أكبر بين السياسات الزراعية والإقتصادية للبلدين وأعربوا عن إرتياحهم لتأسيس شركات مختلطة في مختلف الميادين والقطاعات. إلا أنهم عبروا عن أسفهم لأن البطاطس على سبيل المثال التي تكتسي أهمية كبيرة للمستهلك في المنطقة يتم إستيرادها من الخارج بواقع 300 ألف طن في تونس و50 ألف طن في المغرب و60 ألف طن في مصر و10 آلاف طن في ليبيا في الوقت الذي تمتلك فيه هذه الدول الإمكانيات الضرورية لإنتاج هذه الكميات وتصديرها إلى .الخارج
وقد تمت الإشارة إلى النموذج التونسي لتحقيق الإكتفاء الذاتي في مجال منتجات الألبان ولاسيما الإستراتيجية المنتهجة والتي تقوم على تنظيم قطاع المنتجين الذين يستفيدون من دعم للدولة يقدر ب28 مليون دينار تونسي مما سمح بتحقيق الإكتفاء الذاتي من الحليب والعودة بإيرادات غير مباشرة على الدولة تقدر ب700 مليون دولار وإستحداث أكثر من 3000 وظيفة على .مستوى مجمل شبكة صناعة الألبان
ودعا المتدخلون أيضا إلى تنظيم هيكلي أفضل للقطاع الزراعي في البلدين والإرتقاء بالتكامل وتأسيس شركات مختلطة تكون مكلفة بالإستيراد والتصدير في .البلدين ويديرها القطاع الخاص
ومن ناحيتها أعلنت الوكالة التونسية لترقية الصادرات الزراعية عن إستصلاح 25 قطعة أرض زراعية في تونس وضعت تحت تصرف الفاعلين الإقتصاديين الليبيين للإستثمار فيها فرديا أو في إطار شراكة مع نظرائهم .التونسيين
وشهد حجم المبادلات التجارية بين تونس وليبيا تطورا هاما سنة 2007 متجاوزا الملياري دولار أمريكي مقابل 1790 مليون دولار سنة 2006 و1374 مليار دولار .سنة 2005
يذكر أن ليبيا هي الشريك الإقتصادي الأول لتونس .على الصعيدين العربي والإفريقي