تونس-افريكان مانجر
تعدّ تونس من البلدان الرائدة في مجال صناعة مكونات الطائرات نظرا لكفاءة الموارد البشرية بهذا القطاع إضافة إلى البنية التحتية الملائمة لاستقطاب للمستثمرين والمصنعين في المجال على غرار قطب صناعة مكونات الطائرات بالمنطقة الصناعة بالمغيرة من ولاية بن عروس.
و في هذا السياق أكد نائب رئيس المجمع التونسي لمصنعي مكونات الطائرات إسلام بن مبارك في حديث لافريكان مانجر بأنهم قد مروا بفترة صعبة بسبب جائحة كورونا و مخلفاتها ، الا انه توجد حاليا عودة قوية للاستثمارات بهذا القطاع بسبب رجوع سلاسل الانتاج الدولية بعد توقف دام لمدة 3 سنوات ممتالية .
و كشف بن مبارك عن وجود اقبال ملحوظ من طرف الشركات العالمية في مجال صناعة مكونات الطائرات حيث توجد حاليا استثمارات جديدة في هذا القطاع تهم بالاساس مشاريع توسعة في طور الانجاز و أخرى في انتظار التراخيص المطلوبة .
و أوضح ذات المصدر بأن شركات تصنيع مكونات الطائرات المتواجدة في تونس حاليا تتجه جلها الى توسعة نشاطها معتبرا ان اليد العاملة التونسية المختصة تعتبر نقطة قوة البلاد .
و في رده على سؤال افريكان مانجر حول ما اذا كان قطاع صناعة مكونات الطائرات سيشهد دخول شركات جديدة , قال اسلام بن مبارك ان شركتان عالميتان عبرتا عن رغبتهما في الاستثمار في تونس حيث انطلقت احداهن في خطوة تجريبية اولى تمثلت في ابرام انشطة تعاقدية مع شركات منتصبة ببلادنا .
اشار محدثنا كذلك الى ان الشركات المنتصبة حاليا في تونس نجحت في استقطاب حرفاء جدد من كل المانيا و ايطاليا و الولايات المتحدة الامريكية من الحرفاء الغير التقليدين معلنا وجود شركة المانية تبحث في بعث شركات استراتجية مع الطرف التونسي .
و اعتبر بن مبارك أن قطاع صناعة مكونات الطائرات قادر على تطوير مشاركته في الناتج المحلي الخام للبلاج و الذي يمثل حاليا 3 بالمائة ، موضحا بأن مداخيله و طاقته التشغيلية ستشهدان قفزة نوعية نتيجة لمشاريع التوسعة الحالية .
و تحدث ايضا عن وجود طلب كبير من طرف السوق الدولية على مكونات الطائرات مردفا بالقول :”على سبيل المثال الطلبيات الخاصة بشركة ايرباص ممتلئة لمدة 10 سنوات للامام.. مما يجعل من تونس قادرة على استقطاب هذه الشركة لمزيد تعزيز استثماراتها و توسعتها محليا لتلبية هذه الطلبات.”
ويعد فرع إيرباص، الذي بدأ بالاستثمار في تونس عام 2009 ، الأول من نوعه لشركة أوروبية، تضخ استثمارات مباشرة لدولة من خارج الاتحاد الأوروبي.
و كان المسؤول عن شركة ايرباص في منطقة افريقيا والشرق الأوسط “هادي عاكوم”، قد شدد في حديث سابق لافريكان مانجر عن وجود علاقة وطيدة و قديمة مع البلاد التونسية في قطاع صناعة مكونات الطائرات .
و توقع عاكوم تعزيز هذه العلاقة مستقبلا وذلك خاصة في ظل التطور الذي تشهده الصناعة في تونس وجود اليد العاملة المختصة مما سيساهم في خلق مجالات تعاون جديدة و موسعة بين تونس و الايرباص بحسب تقديره .
في جانب اخر يرى نائب رئيس المجمع التونسي لمصنعي مكونات الطائرات ان البصمة الكربون اصبحت مطلوبة و ضرورية في قطاع صناعة مكونات الطائرات سواء محليا أو دوليا خاصة في ما يهم الجانب التصديري ، موضحا قيامهم بعدة عمليا تعاونية مع كل من من وزارة البيئة و الوكالة العقارية الصناعية و وكالة التعاون الالماني GIZ لحد من انبعاثات الكربون في صناعة مكونات الطائرات .
و قال بان فرصة تونس كبيرة لاستقطاب شركات صناعة مكونات الطائرات بعد اعتمادها لاستراتيجية الحد من انبعاثات الكربون بالمناطق الصناعية حيث انها تعتبر بلدا غير ملوث مما سيجعل منها موقعا جاذبا للاستثمار و اكثر تنافسية بحسب تقديره .
و أشار الى خارطة الاستثمارات الخاصة بقطاع صناعة هي الان في طور التغير دوليا ، مشيرا الى أن تونس قادرة على اخذ مكان اكبر و استراتيجي في هذه الخارطة الجديدة .
وبدأ قطاع مكونات الطائرات نشاطه في تونس قبل حوالي 15 عاما، و يضم حاليا نحو 81 شركة منها 47 شركة تعمل في المنطقة الصناعية بالمغيرة غرب العاصمة توفر قرابة 17 ألف فرصة عمل مباشرة، كما أنها تحقق رقم أعمال بالملايين من الدولارات ونسبة نمو بنحو 3 بالمئة سنويا.
يُشار الى صناعة مكونات الطائرات والسيارات من القطاعات الرائدة في تونس، حيث تسعى بلادنا إلى الرفع من قيمة صادرات قطاع مكونات السيارات الى 13,5 مليار دينار في افق سنة 2025 علما وأن القطاع يضمّ أكثر من 280 مؤسسة صناعية منها 140 مؤسسة ذات مساهمة أجنبية و65 بالمائة منها مصدرة كليا تؤمن قرابة 90 ألف موطن شغل.
ووفق مؤشرات وكالة النهوض بالصناعة والتجديد في تونس، فإن حوالي 71 بالمئة من الشركات الناشطة في القطاع تنشط في مجال التصدير والتبادل الخارجي.
وارتفعت قيمة الصادرات القطاع من 634 مليون دينار سنة 2012 لتبلغ قرابة 1500 مليون دينار سنة 2017