تونس-افريكان مانجر
في أجواء فنية استثنائية، اجتمع ليلة 18 جويلية 2024، عشاق الموسيقى والفن في المسرح الأثري بقرطاج ليتابعوا حفلاً تحت عنوان” عايش لغناياتي” أحياه الفنان التونسي لطفي بوشناق و أخرجه نجله عبد الحميد بوشناق.
رحلة عبر الزمن
هذا الحفل الذي أقيم على ركح المسرح الأثري بقرطاج أمام شبابيك مغلقة، كان شارة انطلاق الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي والتي تتزامن مع ستينيته (1964 – 2024)، وهو موعد كان بمثابة لقاء مميز بين الفن الأصيل والجمهور المتعطش لألحانٍ تأخذهم في رحلة عبر الزمن.
لطفي بوشناق، المعروف بصوته العذب وأدائه المميز، ترك بصمة جديدة في تاريخ الفن التونسي من خلال عرض سيظل عالقا في اذهان التونسيين الذين حضروا بأعداد غفيرة من مختلف الشرائح العمرية، حيث تماهت الألحان مع أصوات التصفيق الحار والترحيب الكبير، لتخلق أجواءً من السحر والرقي لا تُنسى.
وقد انطلق العرض بمقطع فيديو مصور يروي قصة عشق لطفي بوشناق للفن منذ الصغر، ثم بدأ بأغنية يا شاغلة بالي غنيلي شوية ثم أغنية “احنا الجود احنا الكرم” و كل مافيك زاد جنوني وانا حبيت و العين اللي ماتشوفكشي وغيرها من الأغاني التي يحفظها جمهور قرطاج.
شارك الفنان لطفي بوشناق في بعض الفقرات عدد من الفنانين التونسيين والعرب، من بينهم الفنانة اللبنانية ميشلين خليفة، التي غنت معه “العين الي ما تشوفكشي” في بداية الألفينيات، من كلمات الشاعر آدم فتحي، وألحان لطفي بوشناق، ثم عدد من الفنانين الذين شاركوا في عرض عشاق الدنيا.
عرض استثنائي و تاريخي
وفي حوار لموقع أفريكان مانجر، قال مدير المهرجان كمال الفرجاني، ان اختيار عرض الفنان التونسي لطفي بوشناق في افتتاح الدورة الـ58 لمهرجان قرطاج الدولي، يندرج في اطار الاحتفاء كذلك بستينية المهرجان حيث تمت برمجة عروض فنية استثنائية تجسد رحلة فنية لمجموعة من نجوم الغناء الذين اعتلوا ركح المهرجان في بداية مشوارهم الفني.
ويقول الفرجاني، “هؤلاء الفنانين الذين راهن عليهم المهرجان في بداياتهم، عادوا اليوم وهم من كبار النجوم في تونس والعالم العربي، ومن بينهم الفنان القدير لطفي بوشناق”.
و أضاف، هذا العرض تم تصميمه خصيصًا للاحتفال بمحطات لطفي بوشناق الفنية، الذي أثرى الخزينة الموسيقية التونسية بإنتاجه الغزير والمتنوع الذي يمس مختلف الأنواع والاتجاهات الموسيقية وقد أخذ لطفي بوشناق الجمهور في رحلة فنية تمتاز بملامستها للفن العربي والتونسي، مزجت بين الفن الشعبي والموسيقى الكلاسيكية، مما أضفى على الحفل أجواءً ممتعة لن تُنسى.
وردا عن سؤال يتعلق بالانتقادات التي وجهت للعرض، المتعلقة بعدم بثه مباشرة على القناة الوطنية، اعتبر الفرجاني هذا النقد غير مبني على أسس موضوعية “فحق الفنان في تحديد ما هو مفيد له ولجمهوره مكفول، وفقًا للدستور التونسي الذي يحمي حقوق المبدعين… وقد قرر بوشناق عرض هذا الحدث لاحقًا على مختلف القنوات بعد إجراء بعض التعديلات عليه ليظهر في حلة متميزة كوثيقة تاريخية تروي المحطات الثرية للفنان”.
وتابع مدير المهرجان، هذا العرض استثنائي و تاريخي و سيتم لاحقا عرضه على مختلف القنوات بعد إدخال بعض التحويرات و جعله في حلة متميزة ليصبح وثيقة تاريخية تروي هذه المحطات الثرية للفنان لطفي بوشناق.
و خلص إلى أن إدارة المهرجان تعمل على تجسيد التوجهات الرامية لتعزيز المشاريع الفنية الثقافية الوطنية من خلال هذا العرض الاستثنائي والتاريخي الى جانب جملة من العروض الأخرى ذات المضامين الراقية، مشددا على أن من أهداف المهرجان الارتقاء بالذوق العام.
و يشار الى أنه تم بعد نهاية الحفل تكريم الفنان لطفي بوشناق من قبل منصف بوكثير الوزير المكلف بتسيير وزارة الشؤون الثقافية وكمال الفرجاني مدير الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي.