تونس – أفريكان مانجر
عبّر عديد الملاحظين عن حيرتهم من تداول معلومات حول أحداث مهمة قالوا انها وقعت في خلفية ما ظهر للعيان ونقلته وسائل الاعلام يوم 4 ديسمبر 2012 مباشرة بعد امضاء اتفاق الزيادة في الأجور بقصر الحكومة بالقصبة .
النقابيون مازالوا متكتمين عما يعرفون . لكن حسين العباسي بادر الى القول في تصريح مقتضب بأن لجان حماية الثورة كانت تريد بهجومها على مقر الاتحاد طرد القيادة الشرعية وتنصيب قيادة أخرى على هواها .
بعض المطلعين ربطوا بين هذا التصريح وحادثتين حصلتا على مسافة زمنية متقاربة : حيث أعطيت أوامر الى المسؤولين عن حراسة ضريح فرحات حشاد بعدم تسليم النقابيين مفتاح الضريح والحال أنهم كانوا ككل سنة وبعد المسيرة من ساحة محمد علي يدخلون الضريح ويتلون الفاتحة على روحه . وقد اضطر النقابيون الى الانتظار أكثر من ساعة ونصف الساعة لجلب نسخة المفتاح التي هي في عهدة أم الخير حشاد أرملة الفقيد ، والتمكن، اثر ذلك ، من الدخول الى الضريح واستكمال برنامج احياء ذكرى الاستشهاد .
الحدث الثاني هو دخول بعض رموز روابط حماية الثورة عنوة الى المجلس التأسيسي وفي نفس التوقيت تقريبا . وتقول بعض المصادر دون أن تقدّم مزيدا من الأدلة أن هذه الحادثة ربما كان المقصود خلالها الاعلان من المجلس التأسيسي عن القيادة الجديدة للاتحاد التي سيتم تنصيبها .
ولكن يبدو أن فشل أعضاء روابط حماية الثورة في اقتحام المقر المركزي للاتحاد ، أسقط في الماء خطة ما كان يجري الاعداد لها. ويكون السماح للروابط بالدخول الى مقر المجلس التأسيسي ، ومنع النقابيين من الحصول على مفتاح الضريح مؤشّرات على أن شيئا ما كان يدبّر . فمن كان وراء تنسيق هذه العناصر ؟ وهل ساهمت أطراف في السلطة في افشال الخطة ؟ الأيام القادمة ربما تكشف المزيد من المعطيات .