افريكان مانجر-وكالات
شهدت مشروعات الهيدروجين العربية في 2023 طفرة كبيرة، في ظل مساعي دول المنطقة للاستحواذ على حصة كبيرة من سوق الطاقة المستقبلية وأداء دور محوري في خطط تحول الطاقة عالميًا.
وتتصدر مصر قائمة الأكبر استحواذًا على مشروعات الهيدروجين العربية بحصة 24 مشروعًا أُعلِنت حتى نهاية 2023 غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
جاء ذلك حسب التقرير الذي أعدّه خبير الغاز والهيدروجين في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول “أوابك” المهندس وائل حامد عبدالمعطي، بعنوان “تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين على أساس ربع سنوي وحالة الصناعة لعام 2023”.
واحتلت الإمارات المرتبة الثانية بـ13 مشروعًا متنوعًا بين إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق ومشتقاته مثل الأمونيا وتطبيقات الهيدروجين في قطاع النقل البري والبحري، وتساوت معها سلطنة عمان بـ13 مشروعًا غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وبلغ عدد المشروعات المعلنة في السعودية نحو (10 مشروعات)، والمغرب (9 مشروعات)، والأردن (8 مشروعات)، والجزائر (4 مشروعات)، وموريتانيا (4 مشروعات)، ومشروعين في كل من العراق وجيبوتي، ومشروع واحد لإنتاج الأمونيا الزرقاء في قطر.
وتمثل مشروعات إنتاج الهيدروجين ومشتقاته مثل الأمونيا، الحصة الكبرى من استثمارات الهيدروجين المعلنة في الدول العربية؛ لأن عددًا كبيرًا منها مخصص لأغراض التصدير وتشكل مشروعات إنتاج الهيدروجين (بما فيها مشروعات التصدير) نحو 89% من إجمالي عدد المشروعات المعلنة، بينما تمثل مشروعات استعمال الهيدروجين في قطاع النقل بأنواعه المختلفة (البري والبحري والجوي) نحو 9% من إجمالي المشروعات المعلنة، وتشكل النسبة المتبقية 2% مشروعات نقل الهيدروجين عبر خطوط الأنابيب.
شهد عام 2023 استمرار نشاط الدول العربية في سبيل تعزيز التعاون والشراكة الدولية بمجال الهيدروجين عبر توقيع مذكرات تفاهم مع الأطراف الدولية الفاعلة، بالإضافة إلى إبرام اتفاقيات أولية لتنفيذ مشروعات عملاقة؛ منها ما يقوم على إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بينما يقوم البعض الآخر على التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق أو مشتقاته مثل الأمونيا الزرقاء، بالإضافة إلى تطبيقات الهيدروجين في مجال النقل البري والبحري والجوي، ومشروعات نقل الهيدروجين.
وحسب البيانات التي تنشرها حصريًا منصة الطاقة المتخصصة، فقد ارتفع عدد الدول العربية التي وضعت أهدافًا محددة بأطر زمنية لقدرات إنتاج الهيدروجين والحصة المستهدفة من السوق العالمية إلى 6 دول، الأمر الذي يعكس حرصها على الوجود في السوق الواعدة مستقبلًا والاستحواذ على حصة سوقية مهمة.
وخلال عام 2023، أعلنت بعض الدول العربية الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، من بينها الجزائر، بحسب ما أوضحته وزارة الطاقة والمناجم في شهر مارس 2023، والتي تستهدف إنتاج 40 تيراواط/ساعة بحلول عام 2040، أي ما يعادل مليون طن عند تحويله إلى الهيدروجين.
وبحسب اللجنة الوطنية لتطوير الهيدروجين، فإن الجزائر تسعى لإنتاج الكمية وتوجيهها نحو التصدير خاصة إلى الأسواق الأوروبية بسعر تنافسي، بهدف تغطية نحو 10% من الواردات المتوقعة للسوق الأوروبية المقدرة بنحو 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2040.
ورصدت وزارة الطاقة والمناجم موازنة بين 25 مليارًا و30 مليار دولار لاستغلال الهيدروجين الأخضر في الجزائر التي تملك عدة مقومات تمكّنها من أداء دور محوري في تصديره إلى الأسواق العالمية مستقبلًا.
وأطلقت الإمارات الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين رسميًا في نوفمبر 2023، والتي وضعت من خلالها عدة أهداف أولها إنتاج 1.4 مليون طن سنويًا من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2031 ورفع مستويات الإنتاج تدريجيًا إلى 7.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، والوصول إلى 15 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.
كما أقر المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر في مصر، الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين في نوفمبر 2023، تمهيدًا للعرض على المجلس الأعلى للطاقة، إذ تستهدف الإستراتيجية جعل مصر من البلدان الرائدة في اقتصاد الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم.
وتخطط مصر من خلال الاستعانة بالخبرات والابتكارات الرائدة عالميًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين ومشتقاته، ومصادر الطاقة المتجددة الواعدة، للاستحواذ على حصة من 5-8% من السوق العالمية للهيدروجين بحلول عام 2040.
الهيدروجين في السعودية والمغرب
يقول خبير أوابك المهندس وائل حامد عبدالمعطي، إن السعودية تستهدف إنتاج الهيدروجين (الأخضر والأزرق) بمعدل 2.9 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030 وزيادته إلى 4 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2035، كما تخطط لإنتاج 11 مليون طن سنويًا من الأمونيا الزرقاء بحلول عام 2030.
ويخطط الأردن لإنتاج ما بين 500 ألف و600 ألف طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر قبل عام 2030، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأعلنت مؤسسة البترول الكويتية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إستراتيجية 2040، وإستراتيجية تحول الطاقة في الكويت 2050، وخصصت لهما 410 مليارات دولار.
وحدّدت إستراتيجية تحول الطاقة في الكويت 2050 عدة خطوات، إذ من المستهدف بناء أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2040.
وتخطط سلطنة عمان لإنتاج نحو 1-1.25 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وزيادتها إلى 3.25-3.75 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040، مع خطط رفعها إلى 7.5-8.5 مليون طن سنويًا بحلول عام 2050.
كما يهدف المغرب إلى الاستحواذ على حصة 4% من السوق العالمية للهيدروجين بحلول عام 2030، وفق إستراتيجية وزارة التنمية المستدامة.
ويخطط المغرب لإنتاج 4 تيراواط/ساعة من الهيدروجين للسوق المحلية، بالإضافة إلى 10 تيراواط/ساعة بغرض التصدير بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب 6 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة.
المصدر: موقع الطاقة