في حوار أجرته معه جريدة “الصحافة ” وصدر في عدد السبت 5 ماي الجاري علّق المحامي والناشط السياسي عبد الفتاح مورو على اقدام مجموعة من الشبان السلفيين على منع الدكتور يوسف الصديق من إلقاء محاضرة في قليبية و طرده من مقر الجامعة الزيتونية ومنعه من حضور ندوة علمية شارك فيها مورو الى جانب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة علّق قائلا ” رغم كوني غير مسؤول عما وقع إلا اني اعتذرت شخصيا للدكتور يوسف الصديق واعتبرت ما حصل وصمة عار”.
وتوجّه مورو الى من أقدموا على الفعلة وهم على الأرجح من طلبة جامعة الزيتونة بالقول : “طلبة العلم يفترض فيهم التواضع والقدرة على الاستماع وسماع الرأي المخالف. فلا جامعة ولا تعليم دون حرية رأي، ومنع الدكتور يوسف الصديق أو غيره من التعبير عن آرائهم يعتبر وصمة عار تنم عن نكوص على الأعقاب ولا يبشر بخير ويجب العمل على منع تكرره”.
وأضاف :” ناقشت الشباب الذين قاموا بهذا العمل ومعظمهم يدعون أنهم سلفيون والآخرون من حزب التحرير. وبعد ثلاث ساعات ونصف من الحوار بينا لهم أن ما أقدموا عليه كان عملا مخطئا”.
ولدى اجابته على سؤال يتعلّق بالمجموعات التي يطلق عليها “ميليشيات” أكّد بأن هذه الظاهرة تسيئ لمفهوم الدولة أصلا لأن الدولة الحديثة هي التي تمسك السلطة وحدها والتي يحتكم مواطنوها الى القانون لتسوية خلافاتهم مضيفا أن الدولة وحدها تحتكر القوة ولا يحق لأية جهة أخرى سواء كان حزبا او غيره أن يستعمل الميليشيات مثلما كان في السابق لذلك يجب التحقيق في هذه الظاهرة وشجبها والعمل على ان لا تتكرر.
وعما حدث معه في القلعة الصغرى وهو في الجامع عرض التوضيحات التالية : قدم حوالي 20 شابا لإفساد اجتماع ديني حضره 500 شخص. قام هؤلاء الشبان بمهاجمة المحراب مطالبين بإخراجي من الجامع أحدهم قال لي “أنت فاسد” . فقدمت له الميكروفون ليوضح أين يكمن فسادي؟ أجاب :”أنت تغني للناس بالألمانية”!؟
وأضاف :الحاضرون رفضوا ما يحصل وقالوا لا، لكن تجنبا لحصول فوضى في الجامع طلبت من الحضور قراءة الفاتحة وغادرناواستطرد مورو قائلا: ” الإمام السلفي الذي قام بالتحريض ضدي منعوه من إمامة الجمعة الأسبوع الموالي.
هذه ظاهرة قائمة على أساس فهم سطحي للإسلام وتدين غير صحيح وعلى أساس معاداة الغير وصاحب الرأي المخالف وهو ما يرفضه الاسلام. وهي ظاهرة لو تواصلت تصبح مسيئة للإسلام.”