تونس-افريكان مانجر
يحتـل مينـاء رادس مكانـة هـامة في منظـومـة النقل الوطنية بفضل تخصصه في الحـاويات والمجرورات (وخاصة منها المجـرورات حيث يؤمن 21% من مجمـوع العمليـات و79% من حمولـة البضائع الموجودة بالحاويات و 76% من حمولة البضائع المحمولة على الوحدات السيارة و 76% من الحـاويات (بقياس 20 قدما) و 80% من المجرورات و18% من السفن المسجلة بالموانئ التجارية للبلاد التونسيـة.
و بحسب احصائيات تحصل عليها افريكان مانجر فقد ارتفع نشاط الحاويات بالنسبة للتصدير و التوريد بميناء رادس خلال الستة أشهر الاولى من سنة 2024 بنسبة 14 بالمائة ليمر عددها من 138503 حاوية خلال نفس الفترة المذكورة من سنة 2023 الى 158052 حاوية سنة 2024 .
و قد سجلت حركة الحاويات بالنسبة لنشاط التوريد ارتفاع بنسبة 17 بالمائة خلال نفس الفترة المذكورة لتمر من 73071 حاوية خلال النصف الاول من سنة 2023 الى 85174 حاوية من سنة 2024 .
من جهة اخرى شهد نشاط المجرورات كذلك بالنسبة للتوريد و التصدير تراجعا بنسبة 1,8 بالمائة خلال النصف الاول من هذه السنة مقارنة بذات الفترة من السنة المنقضية لتتراجع من 65400 مجرورة خلال سنة 2023 الى 64218 مجرورة خلال سنة 2024 .
و صنف تقرير حديث للمؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات (CPPI) الصادر عن البنك الدولي ووحدة معلومات الأسواق التابعة لمؤسسة ستاندرد أند بورز العالمية ، ميناء رادس في المرتبة 233عالميا من جملة أكثر من 400 ميناء دوليا .
ويُعد ميناء راس في تونس أهم ميناء في البلاد حيث يعتبر شريان الاقتصاد الوطني بالنظر إلى حركة الحاويات و حجم المبادلات التجارية فيه من عمليات التصدير و التوريد و يؤمن حوالي 70% من الحجم الجملي للبضائع من كل الموانئ البحرية التجارية.
ويحتوي الميناء على 7 أرصفة تشتغل بصفة فعلية في الميناء وهي موزعة بين 3 أرصفة مخصصة للحاويات تتضمن عمليات التصدير و التوريد و 4 أرصفة مخصصة للمجرورات من السفن.
وتقوم الشركة التونسية للشحن والترصيف “الستام” بتأمين كامل نشاط شحن البضائع و تفريغها من السفن الراسية بالميناء الى جانب تخزين البضائع بالمسطّحات المينائية وحراستها ثم تسليمها إلى أصحابها وذلك في إطار عقد لزمة يُمكنها من التصرف بشكل حصري في ميناء رادس و الذي تم ابرامه منذ سنة 2005 و يتواصل على امتداد 30 سنة.
هذا و على الرغم من الموقع الاستراتيجي للميناء التونسي الا انه يعاني من العديد من الإشكاليات التي تهم تراجع معدل إفراغ وشحن الحاويات بالميناء بالإضافة الى انخفاض مردودية مناولة السفن و هو ما ساهم في التراجع الكبير لعدد السفن الراسية.
في هذا السياق تعمل الشركة التونسية للشحن والترصيف بالتعاون مع السلطات المركزية و الجهوية على تفعيل آليات « المنظومة الذكيّة للتصرف الآلي ( TOS) وهي منظومة الكترونية متطورة للتصرف في الحاويات وركنها في شكل تقاسيم محددة ومنظمة.
وتعد هذه المنظومة مشروعا متكاملا يضمُ منظومة الكترونية تكنولوجية مكونة من اليات TOS- SMART GATE- RTG، معتمدة في بعض الموانئ العالمية والاوروبية، وقد تم اقتنائها من اجل الرفع من مردودية ميناء رادس، للوصول الى المعدلات العالمية في الشحن والترصيف، ويمكن ان تصل عند تفعيله بالكامل الى تأمين 60 بالمائة من الإدارة الذاتية الالكترونية لميناء رادس، حيث تقوم بتنظيم دخول الشاحنات الى الميناء عبر الأبواب الذكية، وترصيف الحاويات عن طريق رافعات RTG الذكية، كما تقوم بعملية شحن الحاويات على الشاحنات آليا، وتوفر خارطة معلومات عن البواخر وحمولتها او حتى الشاحنات القادمة الى الميناء، بالإضافة إلى رقمنه العديد من المعاملات الأخرى داخل هذا الفضاء البحري، مع تمكين أصحاب الحاويات من معرفة مكان تموضعها وأرقامها وتاريخ ترصيفها.
و من مزايا هذه المنظومة كذلك تحسين التصرف فى مساحات تخزين الحاويات والحصول على بيانات دقيقة عن موقع الحاويات في الميناء ، وتفعيل المراقبة الحينية لجميع العمليات داخل الميناء وتحسين استخدام معدات الاستغلال باستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات لترشيد المسافات المقطوعة داخله الى جانب تحسين التصرف في الموارد البشرية العاملة بالميناء ومراقبة والتحكم في عمليات الدخول والخروج من الميناء و تنظيم المسالك الخاصة بالحرفاء وتقليص التعامل المباشر بين العاملين والحرفاء وتتيح إمكانية المتابعة الحينية لحركة الحاويات والمجرورات داخل الميناء و تفعيل منظومة الاستخلاص عن بعد.