تونس- أفريكان مانجير
بث التلفزيون السوري يوم أمس مقاطع لاعترافات جديدة مسجلة لتونسيين يعتزمون القيام بعمليات مسلحة ضد الجيش السوري ووصفتهم السلطات السورية بالإرهابيين.
وجاء ذلك وسط اصرار الحكومة التونسية على الصمت وعدم التعليق على هذه التطورات الخطيرة.
وقال التونسيون الذين اعترفوا بانتمائهم إلى تيارات جهادية متطرفة، إنه تم استقدامهم إلى سوريا للقيام بعمليات جهادية ضد النظام السوري وفي إطار ما يطلق عليه المجموعة الجهادية التابعة للجيش الحر المعارض للنظام السوري.
ولم يصدر عن الحكومة التونسية وإلى اليوم 21 ماي 2012 أي رد فعل خاصة وأن المستجوبين أفادوا أنهم لقوا تسهيلات للدخول والخروج من تونس وعلى الحدود التونسية الليبية بالأساس للقيام بتدريبات في معسكرات بالقطر الليبي.
وحسب اعترافات الشبان الثلاثة في الفيديو المسجل، فإنهم لا ينتمون إلى أحزاب سياسية وأن مبادرتهم للقيام بعمليات مسلحة ضد النظام السوري جاءت على خلفية جهادية واستجابة لدعوات رجال الدين للجهاد في ليبيا وسوريا وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ عدنان العرعور مشيرين إلى تأثرهم بالتيارات السلفية والوهابية بحسب ما جاء في اعترافاتهم المسجلة.
ولم يكشف هذا التسجيل ما إذا كانوا تسلموا أموالا مقابل العمليات المسلحة التي يقومون بها والتي وصفها التلفزيون السوري بالإرهابية كما لم يحددوا بالاسم الجهات التي تسهل تنقلهم من ليبيا إلى سوريا.
وأكد المستجوبون أنهم يقومون بمثل هذه العمليات من منطلق الجهاد بحسب ما يحث عليه الشيوخ على الفضائيات وبحسب الدروس الدينية التي حضروها في مساجد حيث يقطنون. كما أنهم يقومون بذلك من باب التعاطف مع المظلومين من طرف أنظمتهم في ليبيا وسوريا، بحسب تعبيرهم.
وقد صدرت هذه الاعترافات عن كل من وسام بن حليمة من مدينة منزل كامل بولاية المنستير (20 عاما) وبلال مرزوقي من ولاية تونس (32 عاما) وسهيل الصقسلي من ولاية بنزرت (26 عاما).
واعترف أحدهم أنه تلقى تدريبا بمعسكر بوسليم في ليبيا بعد أن قامت جمعيات إغاثة على الحدود التونسية الليبية بإدخاله خلسة إلى ليبيا للقيام بتدريبات عسكرية على أسلحة خفيفة والقتال للإطاحة بنظام القذافي.
كما أشار أحدهم إلى أن عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري بطرابلس كان بين المنسقين مع الجيش الحر المعارض لدخولهم إلى الأراضي السورية عبر تركيا، بحسب ما ورد إلى علمه.
ويذكر أن بلحاج هو الزعيم السابق للجماعة الاسلامية الليبية ويرجح انتماؤه إلى تنظيم القاعدة وقد سلمته بريطانيا إلى السلطات الليبية قبل أن يتم الإفراج عنه في مارس 2010 مع اسلاميين آخرين في اطار مبادرة “مصالحة” قام بها سيف الاسلام نجل معمر القذافي الذي تم اعتقاله من طرف ثوار ليبيا في شهر أكتوبر 2011. وينوي بلحاج الترشح إلى انتخابات ليبيا في شهر جوان المقبل.
ويلاحظ أن الحكومة التونسية لم تصدر أي رد فعل رسميا تجاه التونسيين الذين تم القبض عليهم في سوريا مؤخرا والذين يمثلون أغلبية الموقوفين الأجانب لدى السلطات السورية للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش السوري.
يشار إلى أنه تم تعليق العلاقات الديبلوماسية بين تونس وسوريا منذ اتخاذ قرار طرد السفير السوري من طرف رئيس الدولة الحالي المنصف المرزوقي بعد تسلّمه الرئاسة في ديسمبر الماضي.