تونس- افريكان مانجر
أكدت ايمان الرايس منسقة برامج المياه العذبة بالصندوق العالمي للطبيعة لمنطقة شمال افريقيا ان تونس تعاني من أزمة الشح المائي كأغلبية دول المنطقة المغاربية.
و قالت الرايس في حديث لافريكان مانجر بان الصندوق يعمل في اطار برامج تحسيسية مع عدد من الفلاحين و البحارة و الصناعيين التونسيين على الحد من استهلاك المياه و التعريف بالطرق و التقنيات الصحيحة للحفاظ عليه في مختلف نشطاتهم المهنية .
و اضاف :”نحن نعمل في اطار برامج توعوية على الحفاظ على التنوع البيولوجي للموارد الطبيعية التي توفر لنا الغذاء و الامن المائي”.
و اعتبرت المسؤولة بالصندوق ان المياه المتوفرة حاليا ،بعد سنوات الجفاف التي مرت بها جميع دول المنطقة ، تسببت في تراجع مخزوناتها بصفة كبيرة .
و نوهت ذات المتحدثة بأهمية المياه للتوازن الغذائي و للتأسيس لدورة اقتصادية مستدامة ، موضحة بانهم يقومون حاليا في اطار تشاركي مع الصناعين بمنطقة بحيرة بنزرت على مشروع نموذجي للحد من الاستهلاك المفرط للمياه في الدورة الصناعية و هي من ضمن البرامج التي يقوم بها حاليا الصندوق في تونس.
و تحدثت الرايس على اهمية توعية الصناعيين بمسألة ضرورة اعادة رسكلة المياه في الدورة الاقتصادية مع الحفاظ على ديمومته .
و اوضحت كذلك أن تدخلاتهم تشمل ايضا مناطق اخرى على غرار وادي مجردة و جبال خمير مقعد و طبرقة ملولة و قابس .
كما أشارت مصدرنا الى إطلاقهم لمخيم أسماك القرش، وهو حدث رائد مخصص للحفاظ على أسماك القرش و أسماك الرايات في خليج قابس في تونس.
وتتوفر تونس على معطيات طبيعية ومناخيّة تمكن من تنوّع بيولوجي جد ثريّ وفق 7 أنظمة ايكولوجية رئيسية ويتعلق الأمر بالنظام البحري والساحلي والجزر والجبال والغابات والصحراء والواحات والمناطق الرطبة والأنظمة الفلاحيّة.
وتتسم هذه الانظمة بتنوع ثري وكمّي تتضمن أكثر من 7500 فصيلة منها 3800 فصيلة من النباتات والحيوانات البريّة و3700 من الاصناف البحريّة إلى جانب 32 مجموعة من الكائنات الحيّة الدقيقة موزّعة إلى 22650 سلالة.
يذكر أن تونس تعد 17 حديقة وطنية و27 محميّة طبيعية و4 محميّات للحيوانات و40 موقعا مصنفا ضمن قائمة رامسار للمناطق الرطبة بهدف حماية عدد من الانظمة البيئية.
و قد بلغت نسبة امتلاء السدود بتونس 34،2 بالمائة الى غاية تاريخ الامس الإثنين 20 ماي 2024 وذلك حسب ما أكده مدير عام السدود والأشغال المائية الكبرى بوزارة الفلاحة فايز مسلم.
هذا و تبقى وضعية المياه حرجة رغم التساقطات الاخيرة من الامطار و تحسن امتلاء السدود مقارنة بالسنة الماضية و ذلك في ظل تغيرات مناخية جعلت كل دول العالم متجندة لمواجهتها .