تونس-افريكان مانجر
صرح رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ محمد “آمين الكريفي” لافريكان مانجر, أن أستاذة اللغة العربية في المعهد الثانوي ابن رشيق بالزهراء نعتت تلميذا لها بالسنة الأولى ثانوي يسمى “سعيد الصايم ” بالعبد “باعتباره اسمر البشرة و ووصفت بقية التلاميذ” بالأسياد “و ذلك في إطار شرحها لقصيدة تتضمن قيما للفرد داخل القبيلة وتمسكه بها وتصنيف الأفراد إلى أسياد وعبيد حسب التنظيم القبلي بحسب قولها .
و افاد نفس المتحدث بان هذه الحادثة جرت منذ بداية السنة الدراسية إلا أن الأستاذة قد دخلت في عطلة مرض طويل الأمد لمدة 4 أشهر فتم تعويضها إلا أن التلاميذ رفضوا إكمال السنة معها بعد عودتها من “عطلتها المطولة ” بسبب ما جاء منها من شتائم لصديقهم .
و أوضح رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن التلميذ أن التلاميذ الذين يدرسون لدى هذه الأستاذة رفضوا اجتياز الامتحانات الخاصة بالمادة التي تدرسها إلا انه قال بان المنظمة تدخلت و نصحت التلاميذ باجتياز الامتحانات و أن يقوموا بكتابة “إنهم ضد العنصرية ” على أورق الامتحانات لتوعية الأستاذة بخطئها .
و شدد محمد أمين انه ما راع التلاميذ أنهم لم يتحصلوا إلى حد الآن على أوراق الامتحانات الخاصة بهم بسبب ما كتبوه و أن هنالك اتجاه لإحالة هؤلاء التلاميذ على مجلس التأديب .
و أشار المتحدث بان التلميذ المتضرر من الحادثة كان متحمسا في بادئ الأمر لرفع قضية ضد هذه الأستاذة إلا ان موقفه في تراجع بسبب خوفه “من نقمة الأساتذة عليه وخاصة و انه ما زال في السنة الأولى ثانوي “.
من جهة أخرى قال مدير المرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي بالمندوبية الجهوية للتربية ببن عروس مقداد الدريدي لجريدة الشروق انه يحمل المسؤولية الكاملة لكل تلميذ يخرج عن موضوع الامتحان ويكتب عبارات نابية بورقة التحرير و انه سوف يطبق عليه القانون الداخلي بحذافيره كما سيتم التزم بإحالة كل تلميذ متجاوز للقانون على مجلس التأديب خاصة في ما يخص مسألة العنف بأنواعه ضد أساتذتهم بحسب تعبيره .
غدا مسيرة لمناهضة العنصرية ضد السود
وتنتظم بدءا من اليوم وانطلاقا من جزيرة جربة مسيرة أطلق عليها “مسيرة المساواة ومناهضة العنصرية ضد السود في تونس” لتمر بمحافظة قابس الاربعاء 19 مارس 2014 ولاية صفاقس الخميس وانتهاء في العاصمة تونس الجمعة21 مارس الموافق لليوم العالمي لمناهضة العنصرية.
وجاءت هذه المسيرة بمبادرة من مجموعة من المواطنين والمواطنات المستقلين، يحدوهم الوعي بوضعية السود في تونس وتطلعهم للمساواة والعدالة الاجتماعية دون أي تمييز ولا تفرقة على أساس لون البشرة.
وارتأى منظمو هذه المسيرة أن تنطلق المسيرة من الجنوب وصولا إلى العاصمة حتى يتسنى إشراك أكبر عدد ممكن من المواطنين والمواطنات وكذلك مكونات المجتمع المدني في مناطق عدة من تونس.
تونس الأولى عربيا في إلغاء الرق
وتاريخيا، على الأقل في القرن العشرين، لم تكن معضلة التمييز العنصري مطروحة في تونس سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي بل ان سمة التعايش الاجتماعي والديني بين مختلف الأقليات هي الصورة السائدة أو التي يتم تسويقها رسميا عن البلاد. وقد سبقت تونس جميع الدول العربية بل والكثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة في إلغاء قانون الرق منذ العام 1848.
إلا ان بعد الثورة التونسية في جانفي 2011 أصبحت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية تتحدث و تقوم بعدة تحقيقات خاصة في الجنوب التونسي تفيد ان هذه الظاهرة مازالت موجودة في بعض المناطق التونسية وقد برزت عدد من شكاوى من بعض أفراد الأقلية السمراء في البلاد بوجود تمييز عنصري ضدهم. ومن المقرر أن يحتفل العالم باليوم العالمي لمقاومة التمييز العنصري بهذه المناسبة في 21 مارس من كل سنة بمبادرة أطلقتها منظمة الأمم المتحدة في ديسمبر عام 1966
هذا وكانت تونس قد صادقت على الإعلان العالمي لحقوق الانسان وبقية المواثيق المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان أعلن أن البشر يولدون جميعا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه، دون أي تمييز لا سيما بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي، كما يرى أن جميع البشر متساوون أمام القانون ولهم حق متساو في حمايته لهم من أي تمييز ومن أي تحريض على التمييز.
مها قلالة