تونس- افريكان مانجر
يُعدّ قطاع التبريد في تونس من أكبر القطاعات المستهلكة للطاقة ، وإستنادا الى ما أكده يوسف الهمامي منسق وحدة الأوزون بالوكالة الوطنية لحماية المحيط في تصريح لـ “افريكان مانجر”، فإنّ 28 بالمائة من الاستهلاك الجملي الطاقي مُوجه لهذا القطاع.
يوم عالمي للتبريد
ومن المعلوم أنّ معظم تقنيات التبريد المستخدمة اليوم تتضمن استخدام غازات الدفيئة القوية المعروفة باسم المركبات الكربونية الفلورية الهيدروجينية (مركبات الكربون الهيدروفلورية)، وهو ما ألحق ضررابطبقة الأوزون التي تحمي الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، فقد رأت عدة أطراف أممية أنّه من الصالح احداث يوم عالمي للتبريد من أجل تحسيس جميع شرائح المجتمع الدولي والفاعلين لمزيد التحكم في استعمالات القطاع والسعيالى إيجاد الحلول البديلة من ناحية استعمال سوائل تبريد تكون طبيعية وتكون منخفضة من ناحية قدرتها على الاحتباس الحراري، وفقا لإفادة الهمامي، لافتا الى التحدّي الأبرز اليوم هو إيجاد طرق لتحسين كفاءة الطاقة في تكنولوجيا التبريد يعد بمضاعفة تأثيرات خفض الانبعاثات الناتجة عن تقليل مركبات الكربون الهيدروفلورية.
وقد شاركت تونس المجموعة الدولية في الاحتفال باليوم العالمي للتبريد الموافق ليوم 26 جوان من كل سنة نظرا لأهميته في الحفاظ على المناخ ، ويقول محدثنا إنّ بلادنا تحتفل منذ سنة 2019 بهذا اليوم وذلك وعيا بأهمية قطاع التبريد والتكييف الذي يُعتبر المجال الأكثر استعمالا للموّاد الهيدروفليوركربونيّة بنسبة 80 بالمائة من الاستعمالات الجمليّة من هذه الموّاد.
وتابع قائلا ” مجهوداتنا ترتكز أساسا على هذا القطاع لانه يتنزل في اطار احترام تونس لبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفذة لطبقة الأوزون”.
ويُشار في هذا الصدد، إلى أنّ تونس وافقت على تعديل كيغالي لبروتوكول مونتريال خلال شهر مارس2021، وهو بروتوكول يهدف إلى حماية طبقة الأوزون عبر الإلغاء التدريجي، على المستوى العالمي، للموّاد المستنفذة لطبقة الاوزون ومن بينها المواد الهيدرو فليور كربونية والمواد الكلوروفليور كربونية. وسيسمح تنقيح كيغالي من التقليص بنحو 85 بالمائة من استعمالاته للمواد الهيدروفليور كربونية في أفق سنة 2050. وسيسهم ذلك في تفادي ارتفاع درجات حرارة الأرض بحوالي 0،5 درجة مائويّة.
تجهيزات صديقة للبيئة
وشدّد يوسف الهمامي على أنّ وحدة الأوزون التي تعمل صلب الوكالة الوطنية لحماية المحيط تسعى الى التعريف باستراتيجيتها والأنشطة الجاري تنفيذها والمبرمجة من ناحية المشاريع الاستثمارية والتي تخص مساعدة الصناعيين على تغيير خطوط الإنتاج من ناحية والمشاريع غير الاستثمارية كالتكوين واعداد الأطر القانونية والعمل على تحسين الأداء الطاقي لاهتزازات التبريد والتكييف والتحسيس للوحدات المستغلة للتبريد والتكييف لاتباع التكنولوجيات الحديدة والتثبت من ان التجهيزات التي سيتمّ اقتناؤها في المستقبل تكون تقنيات صديقة للبيئة.
وأكد على أنّ “قطاع التبريد قادر على أن يكون صديقا للبيئة اذا ما تمّ إعتماد سوائل تبريد منخفضة القدرة على الاحتباس الحراريوهو ما سيؤدي حتما الى تخفيض استهلاك الطاقة الذي سيُؤدي حتما الى تخفيف العبء عن المجموعة الوطنية التي تواجه ضغوطا كبيرة لرصد الميزانيات اللازمة لضمان الامن الطاقي”، كما تحدّث عن أهمية تحسين النجاعة الطاقية باستعمال بدائل صديقة للبيئة تساهم في الحفاظ على البيئة والمناخ والاقتصاد.
تحذير من مزيد تآكل طبقة الأوزون
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الوطنية لحماية المحيط، محمد الناصر الجلجلي أنّ تونس تولي مجال حماية البيئة أهمية قصوى، مشيرا الى ان الوكالة تعمل على مزيد دعم كافة الأطراف المتدخلة في قطاع التبريد بتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إزالة مواد “هاش سي اف اس” إلى غاية 2029.
وأبرز زهير الأندلسي مهندس فيزياء في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ قطاع التبريد تحوّل الى وسيلة عيش ضرورية ولم يعد وسيلة للرفاهية، وهو قطاع أساسي وضروري للحياة من تعليم وصحة وصناعة وتجارة… داعيا الى ضرورة التثبت من سوائل او غازات التبريد المطابقة للمواصفات ومنخفضة القدرة على الاحتباس الحراري.
وبيّن أنّ معظم تقنيات التبريد المستعملة اليوم تستخدم مركبات الكربون الهيدروفلورية مثل R134a و R410A، وتتسبب في الاحتباس الحراري والمكلورة التي تحتوي في جزئيتها ذرة الكلور المتسببة في تآكل طبقة الأوزون.
وقال “دورنا اليوم تحسيس الصناعيين وتوعية الفنيين بهذه المخاطر وفي المقابل تعويضها ببدائل أخرى لها قدرة منخفضة على الاحتباس الحراري وغير مستنفذة لطبقة الأوزون”.
وخلص بالدعوة الى اقتناء أجهزة تبريد تشتغل بسوائل تبريد منخفضة القدرة على الاحتباس الحراري.