تونس- افريكان مانجر
إعتبر رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار جابر عطوش أنّ “السياحة قطاع استراتيجي يعمل بقوانين وتشريعات قديمة لم تواكب التطورات الحاصلة على مستوى العالم “، مُضيفا أنّه “حان الوقت بالنسبة للإرادة السياسية لإعداد مخطط و إستراتيجية عمل لمدة 20 سنة”.
السياحة للنهوض بالاقتصاد
وقال عطوش في حوار خصّ به موقع “افريكان مانجر”، إنّ السياحة هي القطاع الوحيد تقريبا الذي له أكثر فرص للنهوض بالاقتصاد الوطني، وهو يساهم رسميا في حدود 7 % من الناتج الداخلي الخام “غير أنّنا نعتقد أنّ القطاع السياحي يوفر أكثر من 11 % من الناتج الداخلي الخام بإعتبار أن المعايير المعتمدة غير محينة”، وفق تصريحه.
وطالب رئيس الجامعة بإعتماد معايير أكثر شمولية وشفافية، لتحديد النسبة الحقيقية لمساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني.
وتابع أنّ الخواص يقفون وراء النجاحات المسجلة في القطاع سيما وان وكالات الأسفار والفنادق والحضور المهني في المعارض الدولية كلّه خاص، “غير أنّ هذه الوضعية لا تنفي دور وزارة السياحة في أن تكون حاضرة في الرقابة وفي مستوى الإشراف على تنظيم المعارض بالخارج”، وفق قوله.
دعوة لإحداث مجلة سياحة
وأفاد أنّ المغرب مثلا،حققت قفزة نوعية وعدد السياح بها تضاعف ووصل إلى 20 مليون سائح كما أنّ تركيا أصحبت من الـ 10 بلدان الأوائل في العالم على مستوى استقطاب السياح و نوعية الخدمات المقدمة وجودتها، وذلك بفضل تنقيح القوانين ووجود إرادة سياسية قوية لتنمية القطاع.
وقال إنّه من غير المعقول أنّ لا تملك تونس “مجلة سياحة”، بالرغم من قدرة القطاع على تحقيق التنمية الجهوية وخلق مواطن شغل إضافية وخاصة بالمناطق الداخلية.
نقص كبير في الأسطول السياحي
وأكد محدّثنا أنّ وكالات الأسفار جزء أساسي وحلقة رئيسية في المنظومة السياحية بتونس، كما شدّد على أنّ لوكيل الأسفار دور كبير في إنقاذ القطاع من الأزمة التي شهدتها تونس منذ سنة 2011 من خلال تركيز مجهودات عمله على السياحة الداخلية والاستثمار في سياحة الجوار أساسا ليبيا والجزائر الى جانب تركيز العمل على السياحة الاستشفائية…
ويتمّ سنويا اقتطاع 700 ألف تذكرة طائرة برقم معاملات يناهز 420 مليون دينار، حسب ما صرّح به عطوش، مضيفا أنّ وكالات الأسفار أصبحت اليوم تقوم بدور تمويل السوق” وكأنّها تعوض البنوك وتتعامل مع الشركات ومختلف الحرفاء باعتماد التسديد بالتقسيط”.
وشدّد على أنّ القطاع وعلى الرغم من أهميته، فإنّه يعاني العديد من الإشكاليات، من أبرزها إشكالية النقل السياحي “ولا يمكن الحديث عن موسم استثنائي دون نقل… وهناك اليوم عجز ونقص فادح في عدد وسائل النقل السياحي و تقريبا النقص في الأسطول السياحي يقدّر ب 50 بالمائة في حين تصل نسبة النقص في السيارات رباعية الدفع إلى 80 %”، حسب قوله.
في المقابل، أشار إلى عجز وكالات الأسفار المقدر عددها بنحو 700،عن تجديد وتعزيز أسطولها بسيارات جديدة نظرا لارتفاع أسعارها، حيث ناهز سعر العربة الواحدة 200 ألف دينار.
“وكالات أسفار” غير قانونية
وقد طالب رئيس الجامعة الترخيص لوكالات الأسفار ظرفيا بتوريد السيارات المستعملة في حالة جيدة مثلما هو مرخص للشركات البترولية.
وفي سياق آخر، قال عطوش إنّ القطاع يُعاني أيضا من الدخلاء والمنافسة غير القانونية، ويبلغ عدد مكاتب الخدمات التي تنافس وكالات الأسفار حوالي 4200 مكتب.
وقال إن مجهودات وزارة السياحة في الرقابة ضعيفة “ولم نسمع ولو لمرّة أنّها نفذت قرارات ردعية ضدّ المخالفين من دخلاء و مهنيين”.
وأضاف عطوش “السياحة اليوم ليست في الصورة التي نريدها لأننا بقينا نعمل بنفس المنظومة منذ سنوات”.