تونس-افريكان مانجر
تعتبر سنة 2022 استثنائية من ناحية مبيعات السيارات سواء على المستوى المحلي أو الدولي ، حيث ان عديد العلامات الدولية عبرت عن تراجع نسبة مبيعاتها و ذلك بسبب نقص ما يعرف برقائق أشباه الموصلات (semi conducteur automobile) من جهة و عدم الاستقرار العالمي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية من جهة أخرى .
و بحسب إحصائيات تحصلت عليها “افريكان مانجر” ، فقد بلغ عدد السيارات التي تم ترويجها في السوق التونسية عبر الوكلاء المعتمدين،خلال شهر ماي المنقضي ، 4858 سيارة مقابل 6330 سيارة خلال نفس الشهر من السنة الماضية .
ورغم هذا التراجع خلال شهر واحد إلا أن مبيعات الخمسة أشهر الأولى من هذا العام،شهدت زيادة بحوالي 3,5 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية حيث تم بيع حوالي 22277سيارة بمختلف أنواعها وأصنافها، مقابل 21515سيارة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
و قد شهد الترتيب الحالي من السنة تغيرات ملحوظة اتسمت بظهور علامات جديدة صعدت إلى صدارة المبيعات، الا ان ذلك لا يعكس فعليا الشعبية الحقيقية لبعضها باعتبار أن بعض “الماركات ” لم تتمكن من الحصول على طلباتها المعتادة من عدد السيارات الموردة بسبب النقص المسجل لدى الشركات الأم نتيجة الأزمة العالمية التي تم ذكرها سابقا.
و قد حافظت الكورتين “هيونداي ” و” كيا “على صدارة الترتيب في السيارات الأكثر مبيعا بتونس ، حيث شهدت السنوات الأخيرة دخولا واضحا و ثابتا لهذا النوع من السيارات بالسوق المحلية و حتى العالمية مما يظهر الثقة التي اكتسبتها هذه العلامات مؤخرا .
و بالعودة لهذه الأرقام فقد كانت للعلامة الكورية الجنوبية “هيونداي” صدارة الماركات السيارات الأعلى مبيعًا في تونس خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي لتقوم ببيع 3406 سيارة، مقارنة مع مبيعات من نفس الفترة من العام الماضي، والتي بلغت 2716 وحدة.
و جاءت الكورية الجنوبية كذلك “كيا ” بالمركز الثاني لتسجل بيع 2216 سيارة خلال الخمس أشهر الأولى من سنة 2022 ، مقابل 2319 وحدة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
للإشارة فان العلامة العالمية “كيا” رغم هذا التراجع فقد تمكنت من احتلال صدارة مبيعات شهر ماي الماضي بتسويقها 796 سيارة .
و للتذكير فان عديد شركات صناعة السيارات خاصة منها الاسياوية تعاني من أزمة طويلة الأمد منذ بداية العام الماضي، خاصة مع النقص الشديد في توافر الرقائق الإلكترونية،و زيادة الطلب العالمي على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وطرازات السيارات الجديدة.
لكن في مقابل ذلك نجحت اليابانية لتصنيع السيارات Isuzu Motors)) من صعود ترتيب العلامات الأكثر مبيعا في السوق التونسية حيث تمكنت منذ بداية السنة و إلى غاية شهر ماي المنقضي من بيع 2076 سيارة اغلبها من نوع السيارات التجارية مقابل بيعها لحوالي 982 وحدة فقط مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية و قد تجاوزت زيادة مبيعاتها نسبة ال111 بالمائة .
و تمكنت هذه السنة الفرنسية “بيجو “، وعلى الرغم من تراجع مبيعات السيارات الأوروبية في السنوات الأخيرة بالسوق المحلية ، من العودة إلى صدارة ترتيب السيارات الأكثر مبيعا في تونس لتحتل المرتبة الرابعة لتتمكن من بيع 1719 سيارة خلال الفترة المذكورة مقارنة ببيعها 1627وحدة خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
و حصدت العلامة اليابانية “تويوتا “المركز الخامس، ببيعها1362 سيارة خلال الشهرين الخمسة أشهر الأولى من هذه السنة ، مقابل بيعها ل1374 سيارة خلال ذات الفترة من السنة الماضية .
في ذات السياق ، فان الماركة اليابانية” تويوتا” تمكنت من أن تسوق 455 سيارة خلال شهر ماي الماضي لتحتل بذلك المرتبة الثالثة في ترتيب مبيعات الشهر المذكور .
بينما كان المركز السادس من نصيب المجموعة الايطالية “فيات ” والتي سجلت مبيعاتها ارتفاعا بنسبة تصل إلى 11 بالمائة لتقوم ببيع 1270 سيارة، مقارنة مع مبيعاتها خلال الفترة ذاتها من 2020، والتي سجلت 1134 مركبة.
وقد حقق مصنعو السيارات أرباحاً في الربع الأول من عام 2022 رغم انخفاض أرقام المبيعات، وذلك بسبب ارتفاع أسعار السيارات الجديدة .
و حسب ما أعلنته رابطة المصنعين الأوروبيين للسيارات فقد تراجعت مبيعات السيارات بنسبة 11.2% في الاتحاد الأوروبي ، مسجّلة انخفاضاً للشهر العاشر على التوالي وحيث انه و منذ ربيع 2021، تواجه سوق السيارات في أوروبا وأمريكا سلسلة من العوائق اللوجستية، منها نقص في أشباه الموصلات.
ورغم تسجيل بعض الاستقرار في إمدادات الرقائق الإلكترونية، فان الحرب بأوكرانيا خفضت من تفاؤل مصنعي السيارات الذين كانوا قد توقعوا انتعاشاً بسوق المبيعات في النصف الثاني من سنة 2022.