تونس-افريكان مانجر
الانتقال الطاقي ليس فقط موضوع تطوير تكنولوجي، بل هو أيضاً إستراتيجية شاملة تتطلب تنفيذها مشاركة فعالة من جميع شرائح المجتمع، بحسب ما أكده المدير العام للوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة فتحي الحنشي.
و أفاد الحنشي، في تصريح لافريكان مانجر، على هامش الندوة الوطنية حول “تعزيز دور النساء صاحبات المؤسسات في تحقيق الإنتقال الطاقي في تونس” انتظمت مؤخرا بالعاصمة، ان من بين النقاط التي تهتم بها وكالة التحكم في الطاقة هي تلك المتصلة بتشغيل العنصر النسائي في مشاريع الانتقال الطاقي، نظراً للحاجة الكبيرة لليد العاملة والكفاءات لتسريع تنفيذ هذه الإستراتيجية.
وقد أثبتت الدراسات أن تشغيل العنصر النسائي في قطاع الانتقال الطاقي في تونس يتجاوز المعدلات العالمية، حيث بلغت نسبة مشاركة النساء في هذا المجال حوالي 36%. وعلى الرغم من هذه النسبة المشجعة، أشار فتحي الحنشي، إلى أن مشاركة المرأة في المجال التقني لا تزال ضعيفة، حيث يظل هذا المجال حكراً على الرجال خاصة في الجانب التقني، بينما تتواجد النساء بشكل أكبر في الوظائف التجارية والإدارية.
من الجوانب الإيجابية أيضا، هو التطور الملحوظ في وجود المرأة في قطاع الانتقال الطاقي، حيث يتزايد عدد رائدات الأعمال في هذا المجال من سنة إلى أخرى، مؤكدا أن العديد من النساء أسست شركات تعمل في ميدان الطاقة الشمسية و 30% من النساء شاركن في تنفيذ برنامج بروسول الاجتماعي، مما يعكس قدرة المرأة على الابتكار والقيادة في هذا القطاع الحيوي.
وشدد الحنشي، على أن تعزيز مشاركة المرأة في جميع جوانب الانتقال الطاقي، بما في ذلك المجالات التقنية، يعد خطوة أساسية نحو تحقيق استراتيجية انتقال طاقي شاملة ومستدامة ولتحقيق هذا الهدف، يجب توفير الدعم والتدريب اللازمين للنساء لتمكينهن من المشاركة بفعالية في كافة مراحل مشاريع الانتقال الطاقي.
وتجدر الإشارة إلى أن الإستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي تهدف إلى تحقيق نسبة 35% من إدماج الطاقات المتجددة بحلول سنة 2030 و50% بحلول سنة 2035. وتسعى مختلف الأطراف المتدخلة إلى تطوير وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في الانتقال الطاقي لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية الوطنية.
كما يشكل القطاع الخاص مصدرًا هامًا للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة إلا أن هذه المشاريع تتطلب توفير التمويلات اللازمة، لتسريع تنفيذ المشاريع الطاقية وزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة.
من جهتها وزيرة الأسرة و المرأة و كبار السن امال بلحاج موسى، أكدت أنه تم تمويل 6 مشاريع نسائيّة في مجال الطاقة المتجددة في ولايات القصرين وقفصة وجندوبة والقيروان وسوسة وصفاقس، فضلا عن تمويل أكثر من 3800 مشروعا نسائيّا ضمن برنامج “رائدات”.
وأفادت بأنه من ضمن هذه المشاريع مشروع لتهيئة الأراضي الفلاحية وربط الآبار العميقة بالتيار الكهربائي باستعمال الطاقة الشمسية بقيمة 132 الف دينار، إلى جانب مشروع خاص بغراسة الأشجار وسقيها باستعمال الطاقة البديلة بقفصة وفي القيروان مشروع لتركيب الطاقة الشمسية وفي جندوبة مشروع لغسل السيارات بالشائح، وفق قولها.