أكّد رئيس حركة نداء تونس والوزير الاول الأسيق, الباجي قائد السبسي أن الترويكا انتهى أمرها لأنها “جرّبت ففشلت” وأعطت صورة غير جميلة عن تونس ، مضيفا انها لا يمكن أن تستمر في شكلها الحالي كما لا أحد بإمكانه أن يطالبها بالرحيل لأن تونسيين صوّتوا لها.
ووجّه السبسي جملة من الانتقادات للحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة خلال ندوة صحفية عقدت الخميس 20 سبتمبر الجاري ,حيث أشار الى العدد الهائل من الوزراء الذين تتكوّن منهم الحكومة و التي قال عنها أنها تسعى وراء تحقيق مصالح وأجندات أخرى بدلا عن البحث عن مصلحة البلاد.
من جانب آخر أضاف أن الحكومة المؤقتة لم تحدّد الى حد الآن موعدا للانتخابات ولم تعدّ قانونا انتخابيا كما أنها لم تشكّل لجنة جديدة عليا مستقلة للانتخابات,معتبرا في الوقت ذاته ان الحديث عن انتخابات في جانفي أو مارس 2013 هو تمويه كبير لأن الاستعداد لها لم يجر بعد .
واقترح في نفس السياق أن تتم دعوة اللجنة العليا المستقلة للانتخابات التي يرأسها كمال الجندوبي لأنها حسب قوله ” جرّبت فصحت ” و كذلك الاعتماد على مرسوم الانتخابات الذي جرت على أساسه انتخابات المجلس التأسيسي مع ادخال بعض التعديلات عليه.
وأبرز أنه لا مجال للتشكيك في شرعية المجلس الوطني التأسيسي بعد 23 أكتوبر 2012, لكن الشرعية الوفاقية التي يحتاج اليها الجميع تبقى رهينة التقيد بالتزام 15 سبتمبر الذي أمضت عليه العديد من الاطراف منها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ومية الجريبي وأحمد ابراهيم وشكري بلعيد ومحمد الكيلاني.. حفاظا على الشرعية الوفاقية .
وواصل انتقاده للترويكا الحاكمة التي لا تنفك تقول ان الباجي قائد السبسي خلّف تركة ثقيلة ,قائلا في معرض اجابته على ذلك ان تركته استطاعت أن تسيّر البلاد.
كما اعتقد أن خطة هذه الحكومة تسعى الى تغيير النمط الاجتماعي الذي يعيش عليه التونسيون منذ سنين قديمة , مندّدا بسياسة التجييش والخطب الرنانة التي كان فيها ل “نداء تونس “حسب قوله “النصيب الاوفر من التهكّم والتهجّم”.
قائمة سوداء للتجمعيين الفاسدين
وطالب السبسي بإعداد قائمة سوداء للتجمعيين الفاسدين والمتورّطين على غرار قائمة الصحافيين حتى يتم الكفّ عن تعميم هذه الاتهامات والتصريحات العشوائية التي تستهدف الدستوريين والتجمعيين ,حيث قال أن التجمع وقع حلّه وأن المناضلين الذين كانوا صلبه هم نوعان فئة تورّطت بشكل أو بآخر في الفساد وهم من يجب تتبّعهم وفئة أخرى نظيفة اليد.
وطلب رئيس حركة نداء تونس إيقاف ما أسماه ب”النميمة” وبمباشرة محاكمة المتورّطين لتنتهي هذه المسرحية,مشيرا الى أن الدستوريين هم من قاموا بتحرير البلاد وبنوا الدولة العصرية التي نعيش فيها.
وأكّد أن حركة “نداء تونس” هي حركة وطنية مفتوحة لجميع الحساسيات التي تؤمن بتونس وتجنّد نفسها خدمة للمصلحة العامة دون إقصاء أو تهميش.
وفي ردّه عن بعض الاسئلة المتعلقة بتلقي حركته دعما من عديد الاطراف الأجنبية أوضح قائد السبسي أنه حرّ يذهب ويسافر ويلاقي من يشاء,نافيا أن يكون نداء تونس قد تلقّى أي دعم ولو بمليم واحد من أطراف أجنبي ة,قائلا بالعبارة الواحدة :”نحن مانجيبوش الأموال في الأقفاف ولا في الفليجات.”
أحداث السفارة الامريكية
وعن الوضع الحالي للبلاد قال قائد السبسي ان الغيوم تلبّدت في سماء تونس, واعتبر أن البلاد تمرّ بفترة صعبة لا تخلو من المخاطر والمنزلقات التي قد تكون عواقبها وخيمة يصعب تداركها.
وأضاف أن منخرطي نداء تونس يسعون الى وضع المصلحة العامة فوق المصلحة الحزبية الضيّقة,مستدلّا بالعبارة التالية “الدولة قبل الأحزاب.”
أمّا في معرض حديثه عن الاعتداءات الاخيرة التي لحقت بالسفارة الامريكية فاعتقد أن السلفيين وغيرهم لم يكن هدفهم بالأساس أن يشنّوا هجوما على السفارة المذكورة وإنما القيام بتحرّكات ضدّ الحكومة والدولة التونسية, فما وقع في نظره لم يكن من فراغ بل نتيجة سياسة ممنهجة سارت فيها الحكومة المؤقتة منذ الانتخابات الفارطة.
ودعا الأحزاب الاخرى الى التعاون وتوحيد الصفوف بهدف الوصول الى أرضية مشتركة لان الحزب الواحد في اعتقاده ليس بإمكانه أن يخرج البلاد من مآزقها,كما طالب بالكف عن الزعامات,مشيرا في الوقت نفسه الى أن الاسلام دين الجميع دون تمييز.
شادية هلالي