تونس-افريكان مانجر
تعتبر موانئ الحاويات من اكبر مراكز التجارة العالمية و التي تساهم بصفة مباشرة في الدورة الاقتصادية للدول النامية و في تحقيق إشعاعها الإقليمي و العالمي .
و صنف تقرير حديث للمؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات (CPPI) الصادر عن البنك الدولي ووحدة معلومات الأسواق التابعة لمؤسسة ستاندرد أند بورز العالمية ، ميناء رادس في المرتبة 233عالميا من جملة أكثر من 400 ميناء دوليا .
ويُعد ميناء راس في تونس أهم ميناء في البلاد حيث يعتبر شريان الاقتصاد الوطني بالنظر إلى حركة الحاويات و حجم المبادلات التجارية فيه من عمليات التصدير و التوريد و يؤمن حوالي 70% من الحجم الجملي للبضائع من كل الموانئ البحرية التجارية.
ويحتوي الميناء على 7 أرصفة تشتغل بصفة فعلية في الميناء وهي موزعة بين 3 أرصفة مخصصة للحاويات تتضمن عمليات التصدير و التوريد و 4 أرصفة مخصصة للمجرورات من السفن.
وتقوم الشركة التونسية للشحن والترصيف “الستام” بتأمين كامل نشاط شحن البضائع و تفريغها من السفن الراسية بالميناء الى جانب تخزين البضائع بالمسطّحات المينائية وحراستها ثم تسليمها إلى أصحابها وذلك في إطار عقد لزمة يُمكنها من التصرف بشكل حصري في ميناء رادس و الذي تم ابرامه منذ سنة 2005 و يتواصل على امتداد 30 سنة.
هذا و على الرغم من الموقع الاستراتيجي للميناء التونسي الا انه يعاني من العديد من الإشكاليات التي تهم تراجع معدل إفراغ وشحن الحاويات بالميناء بالإضافة الى انخفاض مردودية مناولة السفن و هو ما ساهم في التراجع الكبير لعدد السفن الراسية.
و بالرجوع إلى التقرير فقد حصل ميناء يانغشان الصيني حسب ذات على المركز الأول للعام الثاني على التوالي، في حين احتفظ ميناء صلالة العماني بالمركز الثاني. وصعد ميناء قرطاجنة في كولومبيا إلى المركز الثالث، وحل ميناء طنجة المتوسط في المرتبة الرابعة عالميا محافظا بذلك على استقراره و حقق ميناء تانجونغ بيليباس في ماليزيا المركز الخامس ليكون من بين أفضل 5 موانئ.
وأوضح التقرير أنه يتم نقل أكثر من 80% من تجارة البضائع عن طريق البحر، وبالتالي فإن مرونة الموانئ وقدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات وكفاءتها وأدائها العام غاية في الأهمية للأسواق العالمية والتنمية الاقتصادية.
وشمل المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات تصنيفات لما يبلغ 405 موانئ عالمية حسب الكفاءة، مع التركيز على مدة بقاء سفن الحاويات في الميناء.
ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المؤشر في تحديد مجالات التحسن والتطوير لتحقيق المنافع المرجوة للعديد من أصحاب المصلحة والأطراف المعنية في النظام التجاري العالمي وسلاسل الإمداد، من الموانئ إلى خطوط الشحن والحكومات الوطنية والمستهلكين.
و قال التقرير بإن موانئ الحاويات لا غنى عنها للحفاظ على استقرار سلاسل الإمداد العالمية وكفاءتها، لا سيما في البلدان النامية حيث تساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي. ويمكن للبلدان تسخير الإمكانات الكاملة لموانئها وحماية سلاسل الإمداد العالمية من الاضطرابات المستقبلية عن طريق الاستثمار في البنية التحتية للموانئ، ورفع مستوى كفاءتها، ومتابعة أدائها عن كثب باستخدام مجموعة من المؤشرات الرئيسية مثل تلك التي يوفرها مؤشر أداء موانئ الحاويات. ولن يؤدي هذا النهج إلى بناء القدرة التنافسية للموانئ في السوق العالمية فحسب، بل سيضمن أيضا استمرار تدفق السلع والبضائع بسلاسة، وتوفيرها على أرفف المتاجر واستقرار أسعارها حتى في الأوقات التي تتسم بعدم اليقين على الصعيد العالمي.
ويستند الإصدار الرابع من المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات إلى أكبر مجموعة بيانات على الإطلاق أي أكثر من 182 ألف عملية وصول وتحميل وتفريغ للسفن في الموانئ، و238.2 مليون عملية نقل، وحوالي 381 مليون وحدة شحن تعادل عشرين قدماً على مدار عام 2023 بأكمله.
و يذكر أن هنالك 57 ميناءً جديداً شملهم المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات 2023، بما في ذلك ميناء موجة في إستونيا وميناء الدقم في سلطنة عمان، بالإضافة إلى العديد من الموانئ البارزة التي شهدت تغييرات كبرى.