تونس- أفريكان مانجر
أصدرت أمس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي و البصري بيانا لاحظت فيه أن بعض القنوات التلفزية و الإذاعية الخاصة تبث برامج و رسائل موجهة سياسيا و تحرض جهات ضد أخرى، و حذرت الهيئة من أن هذه الممارسات تدخل تحت طائلة أحكام الفصول 29 و 30 من المرسوم عدد 116.
هذا البيان اثار حفيظة البعض على اعتبار أن الهيئة في نظر البعض لا تملك الآليات الضرورية لتقييم المشهد الإعلامي السمعي و البصري.
زياد الهاني عضو سابق بالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: القنوات الخاصة حرة في توجهها
قال الإعلامي زياد الهاني إن الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي و البصري في حاجة إلى مراجعة المرسوم 116 إذ أنه من الواضح وعلى حد قوله وجود نقص في الفهم لدى أعضاءها فمثلا ” نسمة” هي قناة خاصة لها خطها التحريري المستقل و لا يمكن أن تطبق عليها المعايير المنطبقة على التلفزة العمومية. واعتبر أن القنوات التلفزية أو الإذاعية الخاصة شأنها شأن الصحف أو المواقع الإلكترونية الخاصة حرة في توجهاتها للجمهور المستهدف و الذي تقرر مخاطبها و التوجه إليه.
و يضيف زياد الهاني بأن الضوابط المهنية و أخلاقيات المهنة الصحفية هي القاسم المشترك بين جميع المؤسسات الإعلامية،فيما عدا ذلك فمن حق أي مؤسسة إعلامية غير عمومية أن يكون لها توجهها الخاص.
و لاحظ محدثنا أن التلفزة العمومية مجبرة على أن تعطي الرأي و الرأي الآخر و هي مطالبة بالحياد التام.
هشام السنوسي عضو الهيئة المستقلة للاتصال السمعي و البصري: الأخلاقيات لا علاقة لها باعلام أو خاص
في المقابل اعتبر هشام السنوسي عضو الهيئة المستقلة للاتصال السمعي و البصري أنه من حق أي قناة تلفزية أن ترسم خطها التحريري دون أن تكون فيه دعوة للكراهية أو تعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان .و بالنسبة لأخلاقيات فقد أوضح المصدر ذاته أنه لا علاقة لها بإعلام عمومي أو خاص فهي مرجع خاص بالصحفي و يفترض عليه الالتزام بها.
إلا أنه و في إطار هذه الفوضى على حد قوله يوجد من يسعى إلى التنصل من الالتزامات المهنية و من الوظيفة الاجتماعية للإعلام..
وقال هشام السنوسي أنه لا توجد في المشهد الإعلامي اليوم قناة تلفزية واحدة يمكن أن تتخذ كنموذج إيجابي. و في ختام حديثه بين عضو الهيئة أن القنوات التلفزية غير المرخص لها تصرف شهريا عشرات الآلاف من الدينارات دون أن يكون لها مصدر تمويل واضح.
وعلى هذا الأساس فإن الهيئة ووفق ما ذكره هشام السنوسي تعمل حاليا على انجاز كراس شروط و إعداد وحدات رصد بهدف ضمان حرية التعبير في ظل احترام أخلاقيات المهنة.
نجيبة الحمروني رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: نسمة و المتوسط الأكثر تجاوزا..
بالتوازي مع بيان الهيئة المستقلة للإعلام السمعي والبصري فان النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ستصدر خلال الساعات القادمة بيانا تندد فيه بما اعتبرته نجيبة الحمروني خروج بعض المؤسسات الإعلامية عن دورها و الانخراط في العمل السياسي.
و لاحظت رئيس النقابة أن عددا من القنوات التلفزية الخاصة -و أساسا قناتي “نسمة” و “المتوسط” – حادت عن دورها الإخباري و الرقابي و التوعوي.كما لاحظت نجيبة الحمروني أن بعض الصحفيين لم يفصلوا في تغطية الأحداث بين دورهم الصحفي و انتماءاتهم السياسية، وسبق للنقابة أن نبهت إلى مثل هذه الاخلالات وطالبت الصحفيين بالالتزام بالمهنية و الحيادية.
و بخصوص الإعلام العمومي، أوضحت رئيسة النقابة أن بعض الصحفيين يفتقرون إلى المهنية كما لاحظت أن بعض برامج التلفزة الوطنية كانت موجهة لخدمة طرف على حساب اخر وهو ما يتنافى مع الدور الإعلامي. و تبعا لذلك ستقوم النقابة بمراسلات لبعض المؤسسات الإعلامية لتنبيههم إلى خطورة هذه التجاوزات.
و تجدر الإشارة إلى أن الهيئة ذكرت أيضا في بيانها أن بث رسائل موجهة سياسيا من شأنه أن يجر القنوات التلفزية إلى التوظيف السياسي و لعب دور التوجيه والتعبئة.
بسمة المعلاوي