تونس-أفريكان مانجر
أكّد محمّد الرّابحي مدير إدارة حفظ الصّحّة وحماية المحيط بوزارة الصّحّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” بخصوص الزّيت النّباتي المستعمل للقلي في المطاعم والمحلاّت المفتوحة للعموم أنّه على خلفيّة دراسة أنجزتها الإدارة في إطار البرنامج الوطني للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية، اتّضح أنّ الزّيوت النّباتيّة التّي يتمّ استعمالها في هذه المطاعم والمحلاّت للقلي نوعيّتها متدنيّة بنسبة 65 % (حسب العيّنات التّي تمّ رفعها وتحليلها) .
وأوضح نفس المصدر أنّ إدارة حفظ الصّحّة وحماية المحيط اعتمدت في تقييمها على مؤشّر تدنّي عالمي (نسبة IPM) بالاستناد إلى بعض النّصوص القانونيّة المعتمدة في العالم نظرا لفراغ بلادنا من قوانين تخصّ زيوت القلي، رغم ما تشكّله هذه الزّيوت المستعملة في المطاعم والمحلاّت الغذائيّة من خطورة على صحّة الإنسان، وفق تعبيره. ومن جهة أخرى، أبرز المتحدّث أنّ كيفيّة التّصرّف في زيوت القلي (غير المعبّأة في أوعيتها الأصليّة) لا تستجيب للمواصفات المعمول بها بنسبة 39 %، كما بيّن أنّ 49 % من الزّيوت يتمّ التّخلّص منها بطريقة غير صحيّة (في قنوات صرف المياه أو في الأودية أو في المجاري) دون التّخلّص منها عن طريق الشّركات المختصّة في رسكلة هذه الزّيوت، الشّيء الذي ساهم في تزايد نسبة التّلوّث في البلاد. كلّ هذه الإخلالات، دفعت بإدارة حفظ الصّحّة وحماية المحيط إلى اتّخاذ بعض التّوصيات على غرار الدّعوة إلى إدراج تقييم لنوعيّة زيت القلي بصفة آلية ضمن نشاط المراقبة الصّحيّة بكلّ المطاعم مع اتّخاذ الإجراءات التّصحيحيّة المستوجبة، إلى جانب إعداد دلائل حول الطّرق المثلى لاستعمال زيوت القلي توجّه أساسا إلى المراقبين الصّحيين وإعداد قانون خاصّ بالزّيوت مثل سائر بلدان العالم (علما وانّ الإدارة بصدد إنجاز مشروع قانون في هذا الإطار) للحدّ من مخاطر هذه الزّيوت المستعملة في المطاعم.
وفي ذات السّياق، تجدر الإشارة إلى أنّها توجد آليات يمكن اعتمادها من قبل أصحاب المطاعم والمحلاّت الغذائيّة للكشف عن نوعيّة زيت القلي بمجرّد تجاوزه الحدّ الأدنى للصّلوحيّة على غرار محرار الزيت ” والذي يتراوح سعره بين 250 و500 د، دون انتظار تدخّل المراقبة الصّحيّة للبتّ في هذا الأمر ومخالفة هذه المطاعم التّي غالبا ما تستعمل هذه الزّيوت عدّة مرّات قبل التّخلّص منه والحال أنّه لا يمكن استعماله أكثر من مرّتين على حدّ تعبير محمّد الرّابحي، خاصّة إن لوحظ أنّ لونه تغيّر أو أصبح يفرز نوعا من “الرّغوة” البيضاء.