تونس-أفريكان مانجر
حذر معهد واشنطن للدراسات في مقال نشره الكاتب هارون ي. زيلين ، من هجومات مستقبلية جديدة لتنظيم “داعش في تونس حيث جاء في المقال :”مع استمرار المخاوف الأمنية للحكومة التونسية وصعوبة ضبط أمن الحدود بين تونس وليبيا على مدى السنوات الأربع الماضية، من المرجح أن نشهد هجمات مستقبلية لتنظيم «داعش»، تنطلق إمّا من داخل ليبيا أو تكون مرتبطة بليبيا”
و أضاف كاتب المقال :”إن ما شاهدناه حتى الآن لم يأتِ من العدم، بل انبثق عن تاريخ يمتد إلى عقود خلت ويمثل مشكلة تم تجاهلها في كثير من الأحيان من قبل المسؤولين التونسيين قبل ثورة 2011 وبعدها، أو لم تؤخذ على محمل الجد من قبلهم، أو ألقوا اللوم على حدوثها على الآخرين”.
و استعرض المقال سِجلا موجزا للروابط المسلحة التونسية – الليبية قبل الثورة التونسية و إلى غاية اخر عملية إرهابية جدت في سوسة و التي راح ضحيتها حوالي 39 سائح اغلبهم من حاملي الجنسية التونسية.
و أشار إلى أن العلاقة بين المقاتلين التونسيين والليبيين قد تعززت بعد الثروات التي شهدتها البلدين من خلال التنظيمين الشقيقين «أنصار الشريعة في تونس» و«أنصار الشريعة في ليبيا».
فقد احتذى تنظيم «أنصار الشريعة في ليبيا» بنهج الدعوى الذي اتبعه «أنصار الشريعة في تونس»، بينما قدم التونسيون المساعدة اللازمة لتطبيقه.
وكانت قد بدأت العلامات تظهر على خضوع تونسيين للتدريب في ليبيا منذ وقت مبكر يعود إلى ربيع عام 2012. ومن المرجح أن الانتحاري الأول الذي فشل في تنفيذ الهجوم على سوسة في أكتوبر 2013 تدرب في تلك المعسكرات.
أما في ليبيا، قال المقال أن العديد من الهجمات التي استهدفت المنشآت الدبلوماسية التونسية، أمثال تلك التي وقعت ضد سفارتها ومرتين ضد قنصليتها في جويلية 2012، مرتبطاً بتنظيم «أنصار الشريعة في ليبيا». بل هناك قضية التونسي علي عاني الحرزي الذي لقي حتفه مؤخراً في إحدى الضربات الجوية الأمريكية على العراق بينما كان يقاتل في صفوف «داعش»، مع الإشارة إلى أنه أحد متزعّمي الهجوم الشائن على القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر 2012، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بـ «أنصار الشريعة في ليبيا». أضف إلى ذلك أنه في أعقاب تصنيف الحكومة التونسية لتنظيم «أنصار الشريعة في تونس» كمنظمة إرهابية في أواخر أوت 2013، فإن كل من لم ينفصل عن التنظيم، قد تم اعتقاله، أو انضم إلى الجهاد في سوريا أو التحق بصفوف «كتيبة عقبة بن نافع» في جبل شامبي، أو فرّ إلى ليبيا وإلى «أنصار الشريعة في ليبيا»، بمن فيهم زعيم «أنصار الشريعة في تونس» أبو عياض التونسي. بالإضافة إلى ذلك، وكنتيجة للانقسام الذي تعرض له تنظيم «أنصار الشريعة في تونس»، حدث دمجٌ قصير الأجل بين شبكات المقاتلين التونسيين والليبيين من خلال تغيير اسم «أنصار الشريعة في تونس» إلى “شباب التوحيد”
هذا و قال رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد في حوار مع قناة ال “بي بي سي” أن الخطر الإرهابي قادم من ليبيا باعتبار أن “الأشخاص يتدربون هنالك ثم يعودن إلى تونس” مشيرا إلى أن الوضع الامني في ليبيا سيئ و يتطلب الآن أن نسارع في إعادة الاستقرار بها بحسب تقديره.