تونس- افريكان مانجر
تراجعت المساحات المُخصصة لزراعة نبتة “النسري” في ولاية زغوان بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وهي اليوم تتراوح بين 6500 و7آلاف شجرة.
ويُعزى تقلص الأراضي إلى الزحف العمراني والسكاني على حساب المناطق الخضراء، وفقا لما أكده انيس بن سليمان رئيس جمعية مهرجان النسري في تصريح لـ “افريكان مانجر” مُشيرا الى أنّ ” نبتة النسري تُواجه خطرا داهما من ناحية من ناحية التقدم العمراني والعديد من الجنان لم تعد موجودة”، وفق تعبيره، داعيا في هذا السياق الى ضرورة عمل الجهات المعنية على العمل لإعادة الإشعاع لهذه النبتة.
وتابع قائلا: “لا نريد ضياع هذه الخصوصية ونعمل على تثمين “النسري” لدعم السياحة البديلة”، وأشار الى أنّ تراجع الزراعات أدى إلى ارتفاع أسعار زهور النسري وهي اليوم في حدود 45 دينار للكلغ الواحد.
وقال بن سليمان إنّ الجمعية طالبت في العديد من المناسبات بمنع البناء جوار جنان النسري، مؤكدا ان “التوسع العمراني كبير والمجتمع المدني نبه لخطورة ذلك وهي أيضا مسؤولية الدولة في اصدار القوانين وتطبيقها”، وأشار في ذات السياق الى أنّ هذه الزراعة فيها قدرة تشغيلية كبيرة.
من جانبها، شددت سوسن مراد الخبيرة الدولية في الزيوت البيولوجية في تصريح لـ “افريكان مانجر” على أنّ نبتة “النسري” ثروة وطنية وهي منتوج نادر في حوض البحر الأبيض المتوسط، كما انه لا يوجد سوى في دول قليلة على غرار البانيا وإسبانيا، وهو منتوج جاذب للسياح وقد يلعب دورا هاما في جعل الجهة واجهة سياحية بامتياز.
وترى المتحدثة انه من الضروري “بحث المحافظة على النسري سيما في ظلّ المتغيرات المناخية وتواتر سنوات الجفاف، فضلا عن النظر أيضا في سبل تثمين الزهرة والمنتوج”.
هذا، ويُنتظر ان تنطلق فعاليات الدورة 39 لمهرجان النسري بمدينة زغوان يوم 17 ماي لتتواصل الى 25 ماي 2025، وهي دورة مدعومة من برنامج ” تونس وجهتنا” الممول من الاتحاد الأوروبي في تونس والذس يهدف الى دعم تنويع العرض السياحي التونسي من خلال تطوير السياحة المستدامة ودعم قطاع الصناعات التقليدية وتثمين التراث الثقافي.
وسيتضمن المهرجان في حلته لهذه السنة وفقا لذات المصدر، العديد من الأنشطة والعروض الثقافية والفنية والرياضية التي من شانها التعريف بزغوان وثراء موروثها الحضاري والثقافي، حيث سيعمل المهرجان على دعم روافد التنمية المستدامة بالجهة من خلال تشجيع سياحة الطعام باعتبارها عامل جذب مهم للسائح ومنتج ثقافي يعمل كوسيط لتقديم هوية المجتمع وثقافته.
كما ستُسجل خلال هذه الدورة عروضا موسيقية متميزة مثل سهرة الافتتاح بمعبد المياه بعرض “النوبة المعطرة” للفنان محمد علي كمون، إضافة الى عرض شبابي لفنان الراب “جنجون”، ويسجل المسرح حضوره بالمهرجان من خلال مسرحية تونسي ونصف للنان نبيل بن مسمية.
الأنشطة الرياضية سيكون لها أيضا نصيب، حيث سيتم تنظيم دورات رياضية مختلفة: دورة ودية في كرة اليد ومباراة كرة قدم بين قدماء الملعب الزغواني وقدماء الترجي الرياضي التونسي.
كما ستنظم الجمعية ندوة علمية بعنوان “النسري: زراعة وتثمين من اجل تنمية مستدامة”، وسيكون للأطفال نصيب في المهرجان من خلال يوم تنشيطي بالمدينة العتيقة يتضمن ورشات طبخ وورشات نقش على الغلال، وسيكون مسك الختام مع عرض موسيقي “ليلة الطرب مع نذير ونذير”.
زهرة النسري، بعطرها الفواح وطابعها الرمزي، تمثل محور المهرجان. اقترن اسمها بحلوى “كعك الورقة” التي نقلها المورسكيون (مسلمو الأندلس) إلى زغوان منذ 4 قرون.
وحسب الروايات المتداولة، فان العائلات الاندلسية التي هربت من بطش الحكام الاسبان الى تونس، عمد نساءهم الى تخبئة مجوهراتهم واموالهم وصكوك منازلهم في الكعك عوض حشوه باللوز وبذلك استطاعوا تهريب كل ماهو ثمين.