تونس-افريكان مانجر
في هجوم “إرهابي منظم هو الأول من نوعه سنة 2015 و تزامنا مع حكومة الحبيب الصيد ” تم فجر اليوم استهداف دورية أمنية بمنطقة بولعابة بالقصرين الجنوبية من قبل مجموعة إرهابية أسفرت عن استشهاد أربعة عناصر من الحرس الوطني و افتكاك أسلحتهم .
و تناهز الحصيلة إلى حد الآن لعدد شهداء الوطن بعد هذه العملية الأخيرة إلى حدود ال70 قتيلا بين جيش و حرس و امن داخلي و ذلك باحتساب عدد العمليات الإرهابية في تونس منذ انطلاقها سنة 2011 و إلى حدود هذا الشهر من سنة 2015 .
و قد تبنت مجموعة عقبة بن نافع الإرهابية المتحصنة جبل الشعانبي و السلوم من ولاية القصرين العملية الإرهابية ، و للإشارة فان جل العمليات الإرهابية و النوعية التي وقعت في تونس في المدة الأخيرة تم تبنيها من قبل هذه الكتيبة و هي”الجناح العسكري لتنظيم أنصار و التي تعلن إلى الآن ولائها لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي و يشرف عليها قادة من الجزائر على غرار الجزائري لقمان أبو صخر و أبو يحيا بالإضافة إلى جنسيات أخرى .
و تتكون هذه الكتيبة من حوالي 100 عنصر مسلح إرهابي متمركزة بين جبال الشعانبي و السمامة و السلوم و الكاف .
و يلاحظ أن العمليات النوعية التي تقوم بها الجماعات المسلحة في تونس تتشابه في التكتيك حيث تعتمد على عنصر مباغتة العناصر الأمنية و استهدافهم بالقتل أو الذبح مع العمل في كثير من الأحيان بالتنكيل بجثثهم .
في المقابل يقدر عدد القتلى في صفوف العناصر الإرهابية إلى حدود ال60 قتيلا بينما وصل عدد الموقفين في صفوف التيار المتشدد في تونس و المتورطين في قضايا إرهابية إلى حدود ال3000 شخص و من بينهم المشاركين في القتال في سوريا و العناصر التي انخرطت في تنظيمات إرهابية محلية أو إقليمية.
والمثير للجدل أنّه في كلّ مرّة تقع فيها عمليّة إرهابية تكون الخسائر من جانب الوحدات العسكريّة،أكثر من خسائر صفوف المجموعات الإرهابيّة خاصة في العمليات المنظمة من هذه الجماعات ، التّي أصبحت تقوم بعمليّاتها في نفس التّوقيت وبأريحيّة دون خوف من مباغتتها أو اعتقالها أو قتلها، ودائما على الحدود الجزائريّة أو في المناطق المتاخمة لها.
من جهتها أكدت وزارة الداخلية التونسية على لسان الناطق الرسمي باسمها محمد علي العروي أنّ العملية الإرهابية بمنطقة بولعابة من ولاية القصرين هي مُحاولة من الإرهابيين للانتقام من الوحدات الأمنية على اثر النجاحات الأخيرة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأضاف العروي في لقاء صحفي أنّ المجموعات الإرهابية سعت للردّ على الأمنيين بعد تفكيك عديد الخلايا والقضاء على عناصر منهم.
و في أول ردة فعل له توعد رئيس الحكومة الحبيب الصيد في كلمة بعد اجتماع وزاري أنه أن “العملية الإرهابية الجبانة لن تمر دون عقاب وشدد على أن الحرب ضد الإرهاب تتطلب وحدة مقدسة والوقوف صفا واحدا وراء الأمنيين والعسكريين، مشيرا إلى أن المعركة ضد الإرهاب شاقة وطويلة.
م.ق