تونس- افريكان مانجر
شدّدت وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي على أنّ العمل متواصل لتنفيذ برنامج إزالة التلوث من بحيرة بنزرت، مشيرة الى أنّ هذا البرنامج “فريد من نوعه في حوض البحر المتوسط سيما وأنّه يُنفذ في منطقة سكنية وصناعية”.
وأكدت الوزيرة في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ تطبيق مثل هذه المشاريع على أرض الواقع يتطلب اعتمادات مالية هامة، وأوضحت في هذا السياق أنّ التمويلات مصدرها الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للإستثمار وجزء آخر في إطار هبة، كما تحدثت عن صعوبة تنفيذ البرنامج نظرا لتعدد الأطراف المتداخلة على غرار وزارات الصناعة والفلاحة والبيئة والمؤسسات الصناعية….
ويُنتظر أن تُستكمل كافة مراحل البرنامج مع حلول سنة 2026، وفقا لإفادة الوزيرة، مُعلنة عن برمجة مشاريع أخرى في مناطق أخرى تعاني بدورهل من إشكاليات التلوث.
جدير بالذكر أنّ بحيرة إشكل هي بحيرة تقع في محمية إشكل، و تتصل بالبحر الأبيض الـمتوسط عن طريق البحيرة الشاطئية لبنزرت وتبلغ مساحتها 12600 هكتارا.
ويصب فيها 6 أودية لستة أنواع رئيسية من المياه العذبة القادمة من وادي دويميس، وادي سجنان، وادي ملاح، وادي غزالة، وادي جومين وادي تينجة، مما يتسبب في ارتفاع نسبة الـماء في البحيرة وانخفاض في نسبة الـملوحة، و ترتفع في الصيف درجة ملوحة البحيرة لتفوق نسبة 50 غ/ ل نظرا لقلة الـمياه اِلآتية من القارات ونظرا لارتفاع نسبة التبخر ودخول المياه الـمالحة من جهة بنزرت.
وقد صنفت منظمة اليونسكو بحيرة إشكل ضمن التراث الإنساني واعتمدتها تونس محمية طبيعية باعتبارها تحتوي على أسماك نادرة ونحو 200 ألف طائر.
من جانبها، أفادت ذكرى الغربي رئيس وحدة التصرف حسب الأهداف لانجاز البرنامج المندمج لإزالة التلوث ببحيرة بنزرت ، بأنّ القيمة الجملية للمشروع تقدر ب 80 مليون أورو، وهدفه المحافظة على المنظومة الإيكولوجية ببحيرة بنزرت عبر التدخل في مصادر التلوث في المنطقة.
وتهدف دراسة تحليل وتقييم المخاطر المتعلقة بالتأثيرات المناخية على بحيرتي بنزرت وإشكل إلى اقتراح أهم التوجهات الاستراتيجية اللازمة لتعزيز تكيف هذه المنظومة البيئية والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية فيها مع التغيرات المناخية المتوقعة مثل ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية والتي يمكن ان ترتفع من 1.8 الى 2 درجة مائوية بحلول عام 2070، كما ستشهد اضطرابات التساقطات في الأشهر الممطرة من 30 الى 40 باامئة عام 2070.
ووفق الداراسات المنجزة، فان منسوب مياه البحر سيسجل خلال السنوات المقبلة ارتفاعا يرافقه تراجع الخطوط الساحلية وتمليح المياه خصوصا على الشريط الساحلي حيث تظهر خرائط ارتفاع مستوى البحر ان المناطق الأكثر عرضة للخطر في مناطق بنزرت عديدة على غرار جنوب بحيرة اشكل ومنطقة منزل بورقيبة ومنزل جميل وبحيرة جومين.