تونس – افريكان مانجر
كشف رضا صفر الوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالملف الأمني أنّ أسباب ارتفاع عدد الجهاديين التونسيين في سوريا يعود إلى ضعف مؤسسات الدولة إبان الثورة والانفلات في الحريات مما أدى إلى انفلات أمني وغياب الدولة عن مراقبة الحدود إلى جانب ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب.
2800 جهادي تونسي في سوريا
وأكد المصدر ذاته في حوار نقلته صحيفة “التونسية” في عدد اليوم الخميس 29 جانفي 2015 ، أن الأرقام نسبية وضبابية في العدد الجملي للجهاديين التونسيين في سوريا الا انه يبلغ بحسب السلطات التونسية حوالي 2800 جهاديا ، 1608 جهادي تونسي مازالوا هناك بعد مقتل حوالي 600 وعودة حوالي 568 آخرين إلى تونس وقد تمت إحالة بعضهم إلى القضاء أمّا البعض الآخر فهم تحت المراقبة الأمنية بحسب قوله .
وأشار الوزير المعتمد إلى أن تونس ارتكبت أخطاء ساهمت في انتشار ظاهرة الجهاديين أبرزها سنّ العفو العام التشريعي بعد الثورة والذي كانت له تداعيات خطيرة،حيث خرج من السجون حتى الأشخاص الذين تورطوا في قضايا إرهابية( قضية سليمان مثلا)ولم يحدث تمييز بين الأشخاص المظلومين و الأشخاص المورّطين حقا في قضايا إرهابية باعتبار أن هؤلاء حملوا السلاح و ينتمون إلى فكر تكفيري يدعو الى الجهاد المسلح حسب قوله.
كما أكد المتحدث ذاته أن العامل الآخر الخطير هو فتح الحدود التونسية لكل من هبّ ودبّ ممن يسمّون أنفسهم بدعاة، لنشر أفكارهم التكفيرية و بثّ سمومهم في عقول الشباب التونسي وفق تعبيره.
90 بالمائة من الجهاديين ينتمون إلى “داعش”
وبخصوص الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية لمواجهة الفكر التكفيري، قال رضا صفر إن تونس اعتمدت أولا الحل الأمني الوقائي حيث تمّ منع الشباب من الخروج لـ «الجهاد»في سوريا و قامت الحكومة بمنع حوالي 10 آلاف تونسي من السفر إلى سوريا إلى حد الآن.
كما قامت بإيقاف كل من يعود منها و إحالته إلى التحقيق باعتباره أحد عناوين الإرهاب وعرضه على المحاكمة وإصدار أحكام سجنية في شأنه.
وفي جانب آخر قال المصدر ذاته إنّ حوالي 90 بالمائة من الجهاديين التونسيين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) و بأعداد رهيبة والأسباب تعود حسب قوله إلى أن «داعش»تقدم تجسيما فوريا للمشروع (ارض قوة و غنائم وسبايا) عكس مشروع تنظيم «القاعدة»الذي يتم تجسيده على مراحل متباعدة.
ولاحظ الوزير المعتمد أن «داعش»أخطر من «القاعدة» لأنه يعتمد على الغرائز وهو دموي اكثر ويوفر حلولا سريعة للشباب الذي يعاني من الكبت الجنسي ونقص الأموال والاندفاع والعدوانية.
100 جهادي مسلح في الشعانبي
وأفاد رضا صفر أنّ عدد الجهاديين المسلحين في الشعانبي يُقدّر اليوم ب 100 شخص يتنقلون في مجموعات صغيرة، أغلبهم تونسيون وجزائريون.