تونس –افريكان مانجر
قال اليوم الخميس 18 ديسمبر 2014 رئيس الحكومة الأسبق والقيادي المُستقيل من حركة النهضة حمادي الجبالي إنّ النهضة أخطأت عندما لم تُرشح أحدا للانتخابات الرئاسية، مُضيفا أنّها تملك مرشحين مُحتملين أكثر من نداء تونس.
الوضع العالمي لا يسمح بتغوّل الإسلاميين
واعتبر المصدر ذاته أنّ الحركة ارتكبت غلطة استراتيجية فادحة قائلا: “أنا دعوت الى ان تترشح على جميع المستويات الرئاسية والتشريعية، وإذا فزنا في التشريعية نتنازل عن الرئاسية”، وقال الجبالي إن النهضة خسرت كلّ شيء بانهزامها في الانتخابات التشريعية ووضعت نفسها تحت رحمة الآخر حسب تعبيره.
وشدد الجبالي في حوار نشرته صحيفة “الصباح” اليوم على أنّ حركة النهضة ارتكبت خطأ آخر عندما أعطت أصوات ناخبيها لدعم المترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المنصف المرزوقي دون مُقابل، قائلا: “الان أصوات النهضة ذهبت وتشتت بغير إرادة الحركة. غدا هل هم ضامنون بأنّ تلك الأصوات ستعود للحركة”.
وأكد القيادي المستقيل أنّ نتائج الانتخابات التشريعية لم تكن مُفاجأة، وكان على النهضة الاستعداد للسيناريو الأسوء والاستعداد مسبقا لكيفية التفاعل والتصرف في صورة عدم الفوز في التشريعية لكنها لم تفعل حسب قوله، مُشيرا إلى أنّ الوضع العالمي لا يسمح بتغوّل الحركات الإسلامية وبالتالي فقد كان يُفترض ترشيح النهضة لشخصية للانتخابات الرئاسية.
مستعدّ للمحاسبة أما مجلس الشعب
وردّا على سؤال بخصوص ملف تسليم البغدادي المحمودي او ملف الرشّ في سليانة، قال الجبالي إنّه يعتبر نفسه قد قام بعمل كبير للبلاد مُضيفا أنّه لو يقم بذلك لارتكب خطأ.
وحول حقيقة التنسيق بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية لتسليم البغدادي المحمودي قال المصدر ذاته إنّه يرفض الخوض في هذا الموضوع لسبيين، الأول متعلق بالمرزوقي وهو مترشح للرئاسية والثاني وجود اسرار دولة من غير المعقول ان تنشر في وسائل على حدّ تعبيره. وبيّن الجبالي أنّه مستعد للتحدث عن ملف تسليم البغدادي المحمودي امام مجلس نواب الشعب بعد الانتخابات الرئاسية، مُعلقا باللهجة العامية التونسية “لن أعفس على سي المنصف لأن ما سأقوله سيقع توظيفه”.
الإضرابات زمن “الترويكا” مُسيسة
وحول التعدّي على صلاحيات رئيس الجمهورية المتخلّي المنصف المرزوقي علّق قائلا: ” اشفاقا واحتراما للوضع الحالي للمرزوقي لن أتحدّث في الموضوع”.
كما أكد ان قرار التسليم “اتخذته حكومة قبلي” دون ام يُقدّم المزيد من التفاصيل.
وفيما يهم قضية الرش بسليانة، اعتبر أنّ هذه القضية اجتماعية مغلفة سياسيا لأنّ الإضرابات وقت “الترويكا” فيها نسبة كبيرة من التسييس وفق قوله.
هيئة الحقيقة والكرامة مُستهدفة
وقد ابدى القيادي المستقيل حديثا استعداداه للمحاسبة والوقوف امام هيئة الحقيقة والكرامة، كما لم يستبعد أن تُقدّم في شأنه حركة نداء تونس قضايا سيما وقد حذّره من ذلك القيادي بحزب النداء محسن مرزوق حسب قوله. كما أكد الجبالي ان الهيئة مستهدفة عندما قررت فتح ملفات الفساد والانتهاكات ابتداء من سنة 1955.