تونس- افريكان مانجر
دعت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في بلاغ لها امس الجمعة 3 جويلية 2015 الاذاعة التونسية الى مزيد التمسك باستقلاليتها في صياغة برامجها وحريتها في اختيار المتعاونين معها طالما تم ذلك وفق معايير واضحة وشفافة ومسؤولة في كنف احترام مستلزمات المهنة من قواعد وأخلاقيات.
وياتي اصدار هذا البلاغ على إثر تلقيها نسخة من مراسلة وجهها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى للجمهورية التونسية إلى الرئيس المدير العام للإذاعة التونسية بتاريخ 26 جوان 2015، عبّر من خلالها عن موقف من محتوى برنامج للمفكر يوسف الصديق يتناول من خلاله مسائل حضارية وتاريخية و دينية.
و قد تضمنت هذه المراسلة نقلا عن بلاغ الهيئة الصادر في موقعها الرسمي على الانترنات، تقييما مبنيا على قناعات مفادها أن المفكر يوسف الصديق يمارس “تحريفا متعمدا لمعاني القرآن الكريم والسنّة النبوية” كما أشارت المراسلة الى أن هذا ” النوع من الدسّ والتحريف لمعاني القرآن الكريم” يُذكَّر بممارسات سابقة سلكها آخرون مثل سلمان رشدي الإيراني ومحمد أركون الجزائري وأعتبر ان مثل هذه البرامج ” هدمية للأمن الثقافي والعقدي”.
وفي نهاية المراسلة عرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على مؤسسة الاذاعة امكانية تشريك اعضاء المجلس الاسلامي في اعداد البرامج الثقافية و الدينية.
وعبرت الهيئة عن استنكارها لهذا التدخل الواضح في عمل الإذاعة التونسية والمسّ من استقلاليتها مؤكدة أنها مرجع النظر الاساسي فيما يتعلق بتعديل المضامين الإعلامية.
كما عبرت الهيئة عن رفضها أسلوب الترهيب الفكري الذي طبع مراسلة المجلس الإسلامي الأعلى حيث تم ذكر اسم المفكر يوسف الصديق في سياق الحديث عن “محرفي معاني القران الكريم” كما تم إدراج اسمه في دائرة أسماء سبق أن هدر دمها من قبل متطرفين و رصدت جوائز مالية لتصفيتهم ، منبهة رئاسة الحكومة لخطورة مثل هذه المواقف الصادرة عن مؤسسة تعود لها بالنظر.