تونس- افريكان مانجر
إعتبرت بدرة قعلول رئيسة المركز الدّولي للاستراتيجيات الأمنيّة والعسكريّة في تصريح لـ “أفريكان مانجر” أنّ نجاج الوحدات الأمنيّة في اكتساح “معقل” السّلفيين والمتشدّدين دينيّا والتّكفيريين والدّخول إلى المناطق “المحظورة” يعدّ تقدّما كبيرا في المجال الأمني، مبرزة أنّ تحقيق نجاح كبير وتصفية ارهابي خطير خاصّة في ما يسمّى بـ “إمارة سجنان” يعتبر ضربة قاضية للإرهابيين وينمّ عن ارادة سياسيّة كبيرة تهدف الى ضرب معاقل السّلفيين واجتثاثهم من عروقهم.
ضرب المنشآت الحيوية مسألة واردة
وعن المخاوف من ردود أفعال الإرهابيين، أكّدت محدّثتنا أنّ الإرهابيين لا يردّون الفعل في الغالب بالقدر الذي يملكون فيه برامج ومخطّطات يتحيّنون الفرص لتنفيذها، حيث أنّ هذه المجموعات ترى في اغتيال عناصرها عمل “جهادي” في سبيل الله وموتها حسب تقديرها هو “استشهاد” في سبيل اللّه وهم يتوقّعون اغتيالهم في أيّة لحظة وبالتّالي فإنّ ردّ الفعل في صورة قتل أحد عناصرها لا يعني لهم شيئا على حدّ تعبيرها بقدر ما يحاولون إيجاد فرصة لضرب المؤسّسة الأمنيّة والمنشآت الحيويّة والاقتصاديّة والسّياحيّة.
إمكانية حدوث إغتيال سياسي جديد
وبخصوص تقلّص نسبة التّهديدات الإرهابية بشبه القضاء على كتيبة عقبة ابن نافع، أوضحت محدّثتنا أنّ هذه الكتيبة موالية للقاعدة وقد تمّ القضاء على 90 بالمائة منها حسب تصريحات وزير الدّاخليّة كما أنّها شهدت العديد من الانشقاقات وأهمّ عناصرها التحقت بداعش، وهو ما يجعل اليوم المخاوف تتضاعف من داعش وليس من القاعدة، مبيّنة أنّ الحرب مع الإرهاب لم تنتهي وأنّه حسب قراءاتها مازالت تونس ستشهد خلال هذا الصّيف ضربة أو ضربتين ارهابيّتنمدوّيتن على مستوى أمني أواقتصادي، كما أنّه من غير المستبعد أن ينفّدوا اغتيال سياسي.
من جهة أخرى، أضافت قعلول أنّ المخاوف اليوم من الهدوء الذي ربّما يسبق العاصفة، مبيّنة أنّ ما يحصل اليوم في ليبيا ينبئ بمواعيد ساخنة وعلى المؤسّسة الأمنيّة أن تتخذ احتياطاتها وكلّ الاجراءات الممكنة للتوقّي من ضربات موجعة.
وقد تمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية خلال الفترة القليلة المنقضية من تحقيق عديد النجاحات الأمنية، فبعد عمليّة سوسة الارهابيّة يوم 26 جوان الماضي و التي راح ضحيّتها 38 سائحا، حقّقت الوحدات الأمنيّة نجاحات كبيرة أعتبرت من الوزن الثّقيل وقضت يوم 10 جويلية على 05 ارهابيين بجبل عرباطة بقفصة من بينهم الارهابي الخطير مراد الغرسلّي، ثمّ قضت يومي 23 و24 جويلية على ارهابين بسجنان والقبض على 13 آخرين، الى جانب القبض على 04 ارهابيين خطرين بمنزل بورقيبة من ولاية بنزرت كانوا ينوون القيام بعمليّات ارهابيّة كبيرة تستهدف نقاط أمنيّة ومنشآت حيويّة، هذا علاوة على ايقاف عدد كبير من المشتبه في انتمائهم لتنظيمات ارهابيّة حسب بلاغات وزارة الدّاخليّة…
هذه النّجاحات الأمنيّة التّي تمّ تسجيلها في الفترة الأخيرة تعدّ من الوزن الثّقيل وتحسب للمؤسّسة الأمنيّة، ويمكن أن تزعزع التّنظيمات الارهابيّة حسب خبراء أمنيين، لكن تبقى المخاوف كبيرة من ردود أفعالهم، حيث أنّ الضّربات القويّة التّي استهدفتهم في الفترة الأخيرة وقضت على عناصر هامّة ضمن تنظيماتهم واعتقال عدد آخر منهم سيجعلهم يتحينون الفرص لردّ اعتبارهم واسترجاع ثقتهم في أنفسهم حسب بعض المتابعين للشأن العام بالبلاد.