تونس-أفريكان مانجر-وكالات
تطرقت صحيفة لوموند إلى الجدار “العازل المثير” الذي تشيده تونس على الحدود مع ليبيا معنونة: جدار الخلاف
و قالت الصحيفة إن قرار الحكومة التونسية بناء جدار عازل على الحدود مع ليبيا لمنع تسلل الجهاديين إلى أراضيها ,لاقى شجبا قويا من قبل السلطات في طرابلس التي وصفت الخطوة بأنها أحادية الجانب، إلا أن هذا القرار، توضح الصحيفة، يثير غضب سكان المدن التونسية الواقعة على الحدود الليبية والذين يعتمدون منذ عقود على التهريب كمصدر عيشهم في ظل إهمال مناطقهم من قبل الحكومات المتعاقبة.
وتواصل الصحيفة في التوضيح أن التونسيين الذين يعيشون في المناطق المحاذية للحدود الليبية يقتنون مثلا لتر البنزين الليبي بنصف ثمنه في تونس ولذلك تجد على طول أرصفة الشوارع في تلك المدن قوارير بنزين للبيع يتهافت عليها أصحاب السيارات من كل مكان.
نقلت الصحيفة عن أحد المواطنين قوله إن هذا الجدار “ضد المواطنين في جنوب تونس ويؤثر على قوتهم اليومي حيث إن هؤلاء يعيشون بفضل المنتجات رخيصة الثمن المستوردة من الصين وتركيا والهند والتي يتم تهريبها عن طريق ليبيا. ويضيف هذا الأخير قائلا في شهادته لصحيفة لوموند إن الحكومة التونسية تعاقب الجنوب بقصة الإرهاب التي لا علاقة لهم البتة بها.
وتخلص الصحيفة إلى القول إن السلطات التونسية تجد نفسها الآن أمام خيارين أحلاهما مر: الأول أن تتراجع عن تشييد الجدار وتفتتح بذلك المجال أمام تسلل الإرهابيين عبر الحدود الليبية التي يسهل اختراقها في ظل الفوضى التي تشهدها البلاد. والثاني، تضيف الصحيفة، أن تمضي في تشييد الجدار الأمر الذي سيؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي حيث إن الخطوة من شأنها أن تضعف الاقتصاد الموازي الذي كانت تؤمنه الحدود عبر عمليات التهريب.