تونس- افريكان مانجر
كشف كاتب الدولة المكلف بالإنتقال الطاقي بوزارة الصناعة وائل شوشان أنّ مشروع الهيدروجين الأخضر في تونس سيعتمد على المياه التي يقع إنتاجها عن طريق محطات التحلية بنسبة 100 بالمائة.
بنية تحتية وقدرة تنافسية
وأوضح شوشان في تصريح لـ “افريكان مانجر” أن النقاشات والمداولات مع المستثمرين ستكون على أساس اعتماد محطات تحلية المياه، وأشار أيضا الى أنّ هذه التقنية هي من حلول مجابهة الشح المائي ببلادنا، وبالتالي فإنّ الولايات التي تتواجد فيها محطات التحلية ستنتفع بالمياه المنتجة سواء للشرب أو للإستعمال الفلاحي.
وقال مُحدثنا إنّ “تونس تملك موقعا استراتيجيا ومتميزا في منطقة البحر الأبيض المتوسط وهي قريبة من أسواق إستهلاك الهيدروجين الأخضر، كما تملك بنية تحتية لنقل الغاز مما يسمح لها بإكتساب قدرة تنافسية كبيرة مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى”.
وشدّد على أنّ وزارة الصناعة تعمل حاليا على وضع منظومة تشريعية ملائمة لاستقطاب الاستثمارات في هذا المجال من جهة، وأيضا حماية حقوق الدولة التونسية والمستشمرين، من جهة أخرى.
مذكرات تفاهم مع شركات عالمية
وذكر في هذا الصدد أنّتونس وقعت مؤخرا مذكرات تفاهم مع شركات عالمية مهتمة بالاستثمار.
وكانت تونس قد وقعت يوم 27 ماي 2024، مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والمناجم والطاقة والمجمع الفرنسي “طوطال اينرجي” والمجمع النمساوي “فربوند” لتنفيذ مشروع انتاج الهيدروجين الأخضر انطلاقا من تونس وتصديره الى أوروبا عبر الانابيب.
ويهدف المشروع إلى انتاج 200 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر في مرحلته الأولى وتركيز حوالي 5 الاف ميغاواط من الطاقات المتجددة والفي ميغاواط من تقنية التحليل الكهربائي (الالكتروليز).
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية إلى مليون طن سنويا مع تركيز 25 جيغاواط من الطاقات المتجددة وذلك بقيمة استثمارات تناهز 6 مليار أورو (حوالي 19.8 مليار دينار) في المرحلة الأولى و40 مليار اورو (132 مليار دينار) في مرحلته النهائية في أفق سنة 2050.
وترمي وزراة الصناعة الى انتاج 8,3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر في افق سنة 2050 وتوفير حوالي 430 ألف موطن شغل وأبرز ان موقع تونس الاستراتيجي في المنطقة (قربها من اوروبا) سيخول لها ان تكون فاعلا مهما في تطوير انتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره.
وشدد كاتب الدولة للانتقال الطاقي على أنّ تونس تمكلك من الإمكانيات التي تجعلها رائدة في مثل هذه المشاريع المجددة وتجسم كذلك التكامل بين شمال وجنوب المتوسط.
يُشار في هذا الصدد، إلى أنّ المرصد التونسي للمياه اكد في عدة مناسبات على أنّ إنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس هو مشروع مستنزف للموارد المائية، وهو يستهلك تقريبا 250 مليون متر مكعب سنويا أيّ ما يعادل تقريبا نصف استهلاك التونسيين للمياه الموزعة من طرف الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه. كما يعادل كذلك حوالي نصف مخزون المياه في السدود التونسية، بحسب المرصد.
ماهو الهيدروجين؟
يُعدّ الهيدروجين الأخضر الموضوع الأبرز حاليا على ساحة الاقتصاد الأخضر العالمي، حيث أعلنت العديد من الدول عن مبادرات لخوض غماره.
فماهو الهيدروجين الأخضر؟
يعتبر وقود الهيدروجين -أو ما يعرف بالهيدروجين الأخضر- مصدرا من مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة التي يمكنها أن تساعد في تقليل انبعاثات الكربون وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ويمكن استخدام الهيدروجين كوقود من خلال خلايا الوقود الهيدروجينية، وذلك لتشغيل المركبات وتوليد الكهرباء وتدفئة المباني، عن طريق تحويل الطاقة الكيميائية للهيدروجين إلى طاقة ميكانيكية.
وتعتمد صناعة وقود الهيدروجين على تحليل الماء الذي يتكون من ذرّة أكسجين مركزية ترتبط بها ذرّتا هيدروجين على طرفيها، وهي الطريقة الشائعة حيث تنقسم ذرة الماء إلى هيدروجين وأكسجين، ويتم تبخير الأكسجين في أثناء عملية التحليل.
وتعتبر الميزة الأساسية لوقود الهيدروجين في كون المنتج الثانوي الوحيد هو بخار الماء، وليس ثاني أكسيد الكربون -كما في الوقود الأحفوري- مما يجعله صديقا للبيئة وبديلا عن مصادر الوقود الأحفوري.