تونس-افريكان مانجر
أكد عبد الرزاق حواص، الناطق الرسمي باسم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، أن 8 علامات تجارية عالمية مُصنعة في تونس تستعد للانتقال إلى مصر بحلول عام 2025.
وقال حواص في تصريح لموقع افريكان مانجر، إن قطاع النسيج في تونس فقد تنافسيته و يواجه عديد الصعوبات بما في ذلك التحديات المتعلقة بتكلفة التصنيع والتزود بالمواد الأولية.
و لفت الى أنه عقب إحداث مصر لأكبر قطب صناعي للنسيج، تمكنت من استقطاب العلامات التجارية العالمية الكبرى التي تقوم بتصنيع منتجاتها في تونس و دفعها نحو عدم تجديد عقودها لمواصلتها نشاطها ببلادنا.
وأشار إلى أن مصر قدمت عروضًا تنافسية جذابة لهذه العلامات العالمية، من أبرزها انخفاض تكلفة اليد العاملة مقابل التطور التكنولوجي المستخدم في عمليات الإنتاج. هذه العروض جعلت مصر وجهة مفضلة للعديد من الشركات، مما دفعها إلى تحويل استثماراتها من تونس إلى السوق المصري، بحثًا عن تكاليف إنتاج أقل وتقنيات متقدمة، وفق تعبيره.
ويقول مُحدثنا، إن الأزمة الحالية التي تُهدد قطاع النسيج، تعود إلى عدم وضع تونس إستراتيجية طويلة المدى تحمي القطاع من التدهور والتراجع.
و أضاف ” إن ذلك لا يقتصر فقط على قطاع النسيج وإنما يشمل بعض القطاعات الأخرى كقطاع المواد الصحية، حيث أن إحدى العلامات الألمانية المصنعة في تونس في هذا القطاع تعتزم أيضاً الانتقال إلى مصر بسبب ارتفاع كلفة التصنيع و بسبب التعطيلات الإدارية المرتبطة بتوريد المواد الأولية وتصدير المنتجات”.
وشدد حواص، على أن القطاع الصناعي بشكل عام يواجه العديد من الصعوبات، التي أدت إلى تراجع عدد المؤسسات الصناعية لصالح قطاع الخدمات، في حين أن قطاع الخدمات لا يمكن الاعتماد عليها لرفع نسبة النمو أو تحقيق قيمة مضافة عالية.
ة اعتبر أن القطاع الصناعي لا يمكن أن يتحمل تعطيلات في الموانئ و في إجراءات التوريد و التصدير، مشددا على أهمية التخفيف من الضغط الجبائي على المؤسسات الصناعية، لتحفيز الاستثمار وتعزيز تنافسية القطاع في السوق المحلية والدولية.
جدير بالذكر، فقد أبرزت بيانات المعهد الوطني للإحصاء المتعلقة بنتائج آراء أصحاب مؤسسات الصناعات المعملية حول تطور مستوى الاستثمار الجملي خلال السداسية الأولى من سنة 2024 تراجعا نسبيا، حيث سجل رصيد الآراء نسبة %1 مقابل %5 في السداسية الثانية من سنة 2023.
و تشير نتائج سبر آراء أصحاب المؤسسات إلى انخفاض مرتقب في تطور الاستثمار في قطاع صناعة النسيج والملابس والجلد من %20 إلى %9 و قطاع صناعة مواد البناء والخزف والبلور من18 % إلى %2 وفي المقابل، يبدي أصحاب المؤسسات آراء متفائلة فيما يخص تطور الاستثمار في قطاع الصناعات الغذائية و الفلاحية من %6 إلى %9 أما باقي القطاعات الصناعية فمن المرتقب أن تشهد استقرارا.
ويبلغ عدد المؤسسات الصناعية الناشطة في قطاع النسيج في تونس 599 مؤسسة مصدرة كليا و 244 مؤسسة غير مصدرة، بحسب معطيات وزارة الصناعة.