تونس- افريكان مانجر
أفاد حسام الدين الجبابلي المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني تسجيل نقص كبير في عمليات الهجرة غير الشرعية من تونس الى أوروبا منذ مطلع سنة 2024 الى غاية اليوم، لافتا الى أنّ هذا التراجع يُعزى الى العمليات الاستباقية التي تُنفذها وحدات الحرس الوطني ووحدات الشرطة العدلية للتصدي للمنظمين والوسطاء.
وقال الجبابلي في تصريح لـ “افريكان مانجر” أنّ وحدات الحرس الوطني سجلت حالات لما يُسمى بـ “الهجرة العكسية” من أوروبا الى تونس، مُبينا أنّه تمّ رصد بعض المراكب واليخوت التي تقوم بجلب بمهاجرين من الفضاء الأوروبي الى بلادنا او للمتاجرة بسلع مهربة.
وفي سياق متصل، شدد محدثنا أنّه لا يوجد في تونس ملف خاص بمهاجرين أفارقة جنوب الصحراء وأن تونس تحترم حقوق الانسان و تتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين في إطار القانون ووفق ما تنص عليه المواثيق الدولية، لافتا الى أنّ وزارة الشؤون الخارجية تعمل في تنسيق مباشر مع وزارة الداخلية بخصوص الهجرة الطوعية بالإضافة الى التنسيق مع بعض المنظمات في عمليات الايواء.
وبالعودة الى آخر المؤشرات الإحصائية الصادرة عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فقد وصل الى إيطاليا العام الماضي، اكثر من 155 الف مهاجر غير نظامي، وكانت ثاني أكبر شريحة من هؤلاء من التونسيين بنسبة 17 بالمائة بعد الغينيين الذين تقدر نسبتهم بـ 18 بالمائة.
كما سجل المنتدى رقما قياسيا جديدا، حيث غرق وفُقد ما مجموعه 1313 مهاجراً قبالة تونس خلال العام الماضي، أما عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم أو فقدوا قبالة السواحل التونسية العام الماضي، وصل إلى 1313 شخصاَ، وهو رقم قياسي.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية، فقد تمكنت تونس من منع اجتياز نحو 70 ألف مهاجر إلى إيطاليا خلال الأشهر الـ11 الأولى من عام 2023، في حصيلة تتجاوز ضعف تلك المسجلة في الفترة نفسها من العام 2022
ومع تفاقم وتيرة عمليات الهجرة غير النظامية، تتزايد جهود الحرس الوطني التونسي عبر عمليات التصدي لتلك الظاهرة.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد اكد في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الدولي حول الهجرة والتنمية بالعاصمة الإيطالية روما المنعقد في جويلية 2023، أن تونس”تواجه مأساة إنسانية بسبب الهجرة غير الشرعية، وأنه لا يمكن حلها عبر تحركات منفردة”.
وجدد سعيد “رفضه أن تكون تونس ممرا أو مستقرا للمهاجرين غير النظاميين”، قائلا: “تونس لن تقبل بأن تكون مركزا مبطّنا للمهاجرين”.
كما أكد أن “ظاهرة الهجرة غير النظامية لا يمكن حلها دون تكاتف جميع الدول”، مشيرا إلى أن “الهجرة غير القانونية أصبحت أيضا عبر الصحراء وليس عبر البحار فقط”.