تونس-افريكان مانجر
تعزّز النسيج الصناعي بولاية الكاف بدخول أوّل وحدة صناعية خاصّة لمعالجة وإنتاج الفسفاط الصناعي مرحلة إنجازالتجارب وهي وحدة تابعة للشركة التونسية لمعالجة المعادن بالكاف وفق ما ذكره اليوم رئيس مديرعام الشركة توفيق المنصوري.
وقال المنصوري في حديث لوكالة تونس إفريقيا للانباء ، « هذه الوحدة الصناعية التي تمثل أول مشروع خاص ينجزه أحد المستثمرين التونسيين في مجال الفسفاط وفي قطاع المناجم بصفة عامة ستنطلق في الإنتاج الفعلي خلال الفترة القليلة القادمة حيث التزمت الشركة بتزويد أحد الحرفاء الأجانب بشحنتين من الفسفاط التجاري تقدركل واحدة منها بـ4 آلاف طنّ وذلك قبل موفى السنة الجارية.
وأشارإلى أن تقديرات إنتاج الشركة سنويا تناهز 250 ألف طنّ من الفسفاط التجاري وهو ما سيسمح بدعم القطاع المنجمي في ولاية الكاف، وسيساهم في تكوين اطار ملائم لشركة سراورتان للفسفاط بالكاف حتى تبعث مشروعها بصفة جدية وفي أيسر الظروف، وفق تعبيره.
يشار إلى أن منجم « سراورتان » يقع في منطقة القصور جنوب مدينة الكاف حيث يبعد 40 كم عن مركز الولاية، ويزخر بكميّات هامّة من الفسفاط ويصل حجم المدخرات به الى 2500 مليون طن مع طاقة انتاج في حدود 5 ملايين طن في السنة فيما ينتظر ان يوفر زهاء 4 آلااف موطن شغل.
و يرى عدد من الخبراء في الجيولوجيا بان مستقبل الفسفاط في تونس يكمن في منطقة سراورتان بالكاف بنوعية متميزة من هذا المنتوج .
هذا و تملك الدولة التونسية شركة عمومية لانتاج الفسفاط تتمثل في “شركة فسفاط قفصة “و هي شركة عريقة ساهمت لسنوات مضت في الناتج المحلي الخام و في التنمية الجهوية للبلاد .
الا انها و بعد سنة 2011 تراجع انتاجها مما تسبب في تعطيل عجلة التنمية في المنطقة من جهة و خسارة عدد من الاسواق الهامة من جهة اخرى , الا أنه و مع منتصف سنة 2022، شهد هذا القطاع بداية تعافيه والتي تجلت بوضوح في تحسّن مؤشرات الإنتاج والتصدير مقارنة مع السنوات التي سبقتها حيث عملت الحكومة على تطويره و تثمينه .
و في هذا الاطار قامت الحكومة بعدد من المشاريع الهامة في هذا لاالقطاع على غرار المشروع الخاص بتركيز مغسلة لغسل الفسفاط التجاري بطاقة انتاجية تصل الى نحو 2,4 مليون طن سنويا بمنجم أم الخشب السطحي بالمتلوي الأمر الذي سيرفع من الطاقة الإنتاجية ومخزون الفسفاط لشركة فسفاط قفصة.
كما تتطلع تونس إلى مضاعفة إنتاج قطاع الفسفاط من 3.7 مليون طن في إلى 12 مليونا طن سنة 2025 وبالتالي استعادة مكانتها كأبرز المصدرين لهذا القطاع مستفيدة من ارتفاع كبير في أسعار الأسمدة بسبب الحرب في أوكرانيا.
للاشارة فقد تم خلال الاشهر الستة الاولى من السنة الجارية، انتاج ما يقارب 1 مليون و800 الف طن من الفسفاط بتسجيل ارتفاع بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الفارطة (2023) .
و تمكنت الشركة من استعادة حرفائها التقليدين وإبرام عدد من الصفقات مع العديد من الشركات الأجنبية، للرفع من حصة تونس في إنتاج الفسفاط وتصدير مشتقاته لاسيما مع ارتفاع أسعار مادّتي الفسفاط والأسمدة في الأسواق العالمية.
و قد اظهر التقرير الخاص بالوضع الاقتصادي للثلاثي الأول من العام الحالي الذي نشره المعهد التونسي للقدرة التنافسية والدراسات الكمية ان إنتاج الفسفاط سجل ارتفاعا بنسبة 8.4% خلال الثلاثي الأول لسنة 2024 ، مسجلا 790 ألف طن مقابل 728 ألف طن في الثلاثي الأول من العام الفارط.